تكثر الفلاشات حين يتم توقيع الاتفاقات من مسؤولي الجهات الحكومية، وتتلاشى الأضواء والإجابات عند السؤال على مصير تلك الاتفاقات، منها اتفاق برنامج «مدارس الحس البيئي» المبرمة مطلع شباط (فبراير) في عام 2012، بين وزارة التربية والتعليم (التعليم حالياً)، وجمعية البيئة السعودية لتنفيذها عبر ثلاث مراحل على مدارس المملكة، لكنك على أرض الواقع لا تلمس شيئاً. ورصدت «الحياة» أثناء البحث عن نشاط الجمعية أن آخر خبر لها على موقعها الرسمي نشر عام 2012، أي وقت توقيع الاتفاق أعلاه، كما لا يوجد على موقعها سوى 29 خبراً نشرته وسائل إعلام متفرقة عن نشاطات الجمعية منذ إنشائها منها تسعة أخبار عن حملات تنظيف للكورنيش، وستة أخبار عن ورش عمل ذات مدد قصيرة، إضافة إلى مشاركات في فعاليات بيئية سنوية. وبالعودة إلى الاتفاق فإنه ينص على أن تنفذ المرحلة الأولى «التأسيسية» خلال العامين الدراسية 1433-1434ه في أربع مناطق رئيسة، وتستهدف 540 مدرسة (بنين وبنات) 1080 معلماً ومعلمة، والمرحلة الثانية «الانتشار» -مدتها عامان دراسيان- فيضاف إليها 240 مدرسة في بقية مناطق المملكة مع تدريب 480 معلماً ومعلمة، ويختتم الاتفاق بين الوزارة والجمعية بالمرحلة الثالثة «الانتقالية» والتي يصبح بموجبها برنامج وطني ينفذ في مدراس مناطق المملكة كافة. إلا أن أياً من تلك المراحل لم يبدُ أنها نفذت، واقتصر الأمر على عقد ورشة تدريبية عقب توقيع الاتفاق، شارك فيها 145 معلماً ومعلمة، وتلقى فيها المتدربون حقائب بيئية تتناسب مع أساليب التدريب المتبعة في مجال التربية البيئية، فيما يشير الموقع الرسمي للجمعية إلى أن ورشة التدريب لبرنامج مدرسة الحس البيئي احتوت على ثلاث صور لرسومات إرشادية على لوحات مدرسية «سبورات». وحاولت «الحياة» التواصل مع طرفي الاتفاق لمعرفة مصيره، إلا أن أرقام الجمعية على موقعها الرسمي غير صحيحة، كما أنه لا يوجد لهم رقم اتصال على دليل استعلامات الهاتف، فيما لم يرد المتحدث الرسمي لوزارة التعليم مبارك العصيمي، على اتصالات الصحيفة المتكررة. ومن المفارقات أن الجمعية المؤسسة عام 1427 ه ذكرت في خبر نشر عن الجمعية عام 2010 أن المدارس البيئية برنامج دولي للتعليم البيئي والإدارة، ويهدف إلى رفع وعي الطلبة بقضايا التنمية المستدامة من خلال العمل في الصفوف المدرسية والمدرسة والمجتمع، وينفذ فيه سياسات فصل النفايات العضوية عن البلاستكية والورقية والزجاج وترشيد المياه والكهرباء، كما يعلم الطلاب والطالبات كيف تغرس النباتات. وفي السياق ذاته، رصدت «الحياة» تجارب فردية لبعض المعلمات قمن بتطبيق مضمون برنامج الحس البيئي، ونشر تفاصيل تجربتهن مع طالباتهن من دون الإشارة إلى أن ذلك يدخل ضمن الاتفاق المشار إليه أعلاه، مثل لجنة البيئة بالثانوية 116، بواسطة المعلمة حصة الروقي، والأخرى تجربة مصورة بالفيديو لمعرض بيئي مقام في المتوسطة 19 بالهفوف بتاريخ 29-4-1434 ه، بإشراف وتنظيم المعلمة بثينة ابراهيم اليمني، واحتوى المعرض على لوحات ارشادية لحماية البيئة وأفكار مبتكرة لإعادة استخدام خامات البيئة عرضتها طالبات النادي العلمي من الصف الأول متوسط.