أكّد المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن التعامل مع السلطان وأولي الأمر له حق السمع والطاعة والتعاون معه في سبيل الخير والصلاح، داعياً في خطبة أمس (الجمعة) في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، إلى الكف عن ذكر المعايب والنقائص فإنها خطر كبير، والدعاء لولي الأمر بالتوفيق والسداد، وكذلك النصح والتعاون، فالطاعة في المعروف، هذا كله من واجبات الإسلام. وقال: «إن التعامل مع الناس أن تنزل كلاً منزلته، ومن المنزلة واحترامها ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. ومن التعامل أيضاً تعاملك مع من يُخشى شره ولا يُرجى خيره، قال صلى الله عليه وسلم: يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ. فضلًا على أن تعاملهم بمثل ما تحب أن يعاملوك به». وشدد على ضرورة «بر الوالدين والإحسان إليهما، وصلة الرحم، ومعاشرة الزوجة بالمعروف والإنفاق عليها»، مشيراً إلى أن «من قواعد المعاشرة بالمعروف الإنفاق عليها والصبر عليها، وتحقيق رغباتها العاطفية بما لا يخالف الشرع، في حين أن للزوج حقاً على زوجته بالطاعة بالمعروف والصبر على ما قد يحصل من أخطاء، فالصبر يؤدي إلى استقامة الحال، كذلك التعامل مع الأولاد بتربيتهم والنفقة عليهم، وتقوية الصلة بين بعضهم البعض بالمعروف ونهيهم عن المنكر والأمر بالأعمال الصالحة بالقول والعمل». ودعا إلى «حسن التعامل مع الأقارب من خلال صلة الرحم وتفقد أحوالهم والاهتمام بشأنهم وقضاء حوائجهم والصبر على ما يظهر منهم، والاستعانة بإصلاح قلوبهم وإبعاد كل نزاع يحث على القطيعة»، موضحاً أن «من أسس التعامل في الحياة العامة مع الأصحاب بالحسنى والغض عن بعض هفواتهم والمناصحة لإبعادهم عن الشر وحثهم على الخير، ومصاحبة من فيه خير لك في أمر دينك ودنياك، والبعد عن مصاحبة من لا خير فيه، وأن يكون المسلم صادقاً في صحبته ناصحاً لغيره يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر».