اقترح باحثان مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي مراقبة دقيقة، ومتابعة الأفكار المسمومة والمشبوهة التي تمس الوطن بشكل مباشر وغير مباشر، بعد أن خلصت دراسة أعداها على عينة من مواطني منطقة الحدود الشمالية، إلى أن المواقع قد تستخدم في زعزعة أمن الوطن، وتغذي الجماعات الإرهابية، وتغير سلوكيات وأفكار المواطنين من كلا الجنسين بشكل سيئ. وأظهرت الدراسة الحديثة (حصلت «الحياة» على نسخة منها ضمن الأوراق العلمية لندوة المجتمع والأمن) وجود تأثير من متوسط إلى مرتفع في ثلاثة محاور (الإخلال بالأمن، الإرهاب، والفكر المنحرف)، ولفت معدّاها الدكتور محمد الشمراني والدكتور عبدالصمد مرغلاني أن كلا الجنسين قابل للتأثر وقادر على الإخلال بالأمن والتأثر بالجماعات الإرهابية والانحراف فكرياً. وتوصل الباحثان إلى النتيجة المذكورة آنفاً بطرح 10 أسئلة في كل محور على 1000 مواطن من منطقة الحدود الشمالية، من مختلف الفئات العمرية، والمستويات الأكاديمية، وأشارا إلى أن أفراد عينة الدراسة يدركون مدى تأثير سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأنها تشغل مستخدميها عن التفاعل مع القضايا الوطنية. ويرى مواطنو الشمال أن المواقع أسهمت بشكل كبير في تشكيل جماعات معروفة تستهدف الإخلال بأمن الوطن، وهو ما اعتبره الباحثان دلالة واضحة ومباشرة على الخطورة التي تمثلها الجماعات المشبوهة هذه الأيام في ظل ازديادها، واستهدافها أمن الوطن والإخلال باستقراره. وطرح الباحثان فرضيات عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على مواطني منطقة الحدود الشمالية في الإخلال بالأمن، وتفشي ظاهرة الإرهاب، وتزايد الفكر المنحرف، وبعد إعداد الاستبانات اتضح أن التأثير متوسط في محوري الإخلال بالأمن والإرهاب، ويرتفع بشكل ملاحظ في المحور الأخير. وأكد الباحثان بحسب نتائج الدراسة أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تستخدم بشكل سلبي، ولأغراض غير شرعية، مع أنها يمكن أن تسهم في التوعية ومكافحة الفكر المتطرف، ودليل على أن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في ترويج وتسهيل عمليات الإرهاب. ومن الأسئلة المطروحة على عينة البحث «قد يسهم أبناء الوطن عبر شبكات التواصل بقصد أو بغير قصد في تحقيق أهداف الجماعات المشبوهة؟»، «الجماعات تنفذ من طريق مواقع التواصل الاجتماعي مؤامرات ضد الوطن؟»، وحصدت الإجابات أعلى درجات في متوسط حسابي يقيس مدى التأثر. وفسّر الباحثان نتيجة هاتين الفقرتين، بالقول: «إنها دليل واضح على قدرة تلك الجماعات على توريط أفراد من أبناء المجتمع في شباكها، وبالتالي انجرافها شيئاً فشيئاً تجاه أفكارهم ومعتقداتهم، كما تشير إلى وعي أفراد المجتمع في توخي الحذر». واستنتج الباحثان أن شبكات التواصل على رغم جوانبها الإيجابية لها أثر سلبي خطر، خصوصاً على فئة الشباب، لافتين أن لدى مواطني الحدود الشمالية إدراكاً عالياً بخطورة استخدام شبكات التواصل، وأثره على أبنائهم، وأن مؤشرات الدراسة العالية تنبئ عن وجود خطر واضح من الاستخدام السلبي لهذه المواقع في المنطقة، خصوصاً وأن أعلى استخداماً سلبياً كان لمحور الفكر المنحرف، ما اعتبراه مؤشراً لإعادة التشكيل الفكري لأبناء المنطقة والمستهدفين من أعمار 20 إلى 40 عاماً. وقدّم الباحثان في نهاية دراستهما مقترحات عدة، منها تفعيل مؤسسات المجتمع المدني للمحافظة على البيئة النفسية والفكرية للشباب، تقوم فيها ببرامج وأنشطة مختلفة، في ظل سيطرة كبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي على العقول والأوقات.