موسم عاد فيه الأهلي إلى أبهى حلله في تاريخه «المشع»، انتصار يتبعه آخر وتألق لا ينقطع، وإن توقف الانتصار فإن الخسارة لا تحضر أبداً ففي 28 مباراة عبر ثلاث مسابقات منذ انطلاقة الموسم لم يتعرض الأهلي لأية خسارة، بل انتصر في 19 مباراة وتعادل في تسع، وحافظ على سجل الخسائر ناصعاً لم ينجح أي فريق في تدوين هزيمة أولى للأهلي. آخر ضحايا «قلعة الكؤوس» كان إيرانياً اسمه تراكتور تبريز، إذ تجرّع الأخير الخسارة على ميدان ملعب الجوهرة في جدة، لأن المنافس الأهلي ولأنه يجيد لغة الفوز، ويجهل لغة الانهزامية، غروس مدرباً وضع بصمته بسرعة فائقة على فريق تيسير الجاسم ورفاقه، فنال الذهب في بطولة كأس ولي العهد، وحافظ على صدارة مجموعته الثانية في دوري أبطال آسيا، ونجح في الوصول إلى المرحلة ال19 من دوري عبداللطيف جميل بلا خسارة، وبقوة كبيرة نحو المنافسة على لقب الدوري، إذ يقف وصيفاً وبفارق خمس نقاط بينه وبين المتصدر النصر، الذي سيلتقي به في مباراة ساخنة (الأحد) المقبل في الرياض. وأكد غروس أنه صبر مع فريقه على شجاعة الفريق الإيراني واستبساله في المباراة، قبل أن يحصل على ما يريد بافتتاح التسجيل، مضيفاً: «صبرنا في المباراة لكي نحقق ما نريد، ولديّ لاعبين مميزين قادرين على الانتصار في أي وقت، وهناك دكة بدلاء قوية أيضاً». وأضاف: «فريق تراكتور لعب مباراة جيدة، وكان منظماً طوال أحداث المباراة، ولكننا سنطوي الصفحة الآن ونبدأ التفكير في موقعة النصر». وأكمل غروس: «الخروج من موقعة تراكتور من دون أية إصابات في قائمة الفريق يعد أمر إيجابي، وحوّلنا تفكيرنا بالفعل إلى مواجهة النصر بعد صافرة النهاية، خضنا بعد نهاية المباراة مراناً استشفائياً في أرض الملعب». الأهلي الذي تأمل جماهيره أن ينجح فريقها بالتقاط لقب الدوري الغائب عن الخزائن «الخضراء» لأكثر من 30 عاماً، سيكون بمقدوره الاقتراب كثيراً من حلمه عندما يلاقي المتصدر النصر في الرياض (الأحد) المقبل، ففارق الخمس نقاط ليس بعريض جداً، وستكون الميزة الكبرى للأهلاويين أنهم سينهون مع مباراة النصر في حال فوزهم معظم المواجهات التي تجمعهم بالفرق الكبيرة والمؤثرة في الدوري، بعد أن تجاوز مرحلة الهلال والشباب، ولن يتبقى له سوى مواجهة الاتحاد مع نهاية الدوري، على عكس منافسه النصر الذي سيتبقى له الاتحاد والهلال والشباب وهو ما سيزيد من صعوبة محاولته الحفاظ على اللقب في حال مُني بالخسارة من الأهلي. كما أن غروس وفريقه نجحوا في هزيمة النصر في مرتين هذا الموسم، إحداهما على مستوى الدوري في الدور الأول منه، والثانية في نصف نهائي كأس ولي العهد، والمفارقة أن النصر لم يخسر في هذا الموسم كاملاً سوى في مواجهتين وهي التي أمام الأهلي، الأخير سيدافع بضراوة عن حلمه في مسابقة «الدوري» وكل المؤشرات تقول أن باستطاعته المنافسة بكل قوة حتى المنعطف الأخير من عمر الدوري، ففريق لم يخسر في 28 مباراة لن يكون عبئاً كبيراً جداً عليه أن يصمد في سبع أخرى من شأنها أن تمنحه حلم التتويج بأغلى الألقاب، ونوايا «الراقي» تبدو متّجهة إلى مدى بعيد فيكفي أنه بلغ مباراة «الحسم» وهو في أفضل حالاته، كما بدأ وانتصف وتوقف، ف«القلعة» اليوم 10 على 10.
