اصدر القضاء الفرنسي في شباط (فبراير) مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة رجال يشتبه بضلوعهم في اعتداء وقع في حي يهودي في باريس عام 1982 وأدى الى سقوط ستة قتلى. وأفاد مصدر قضائي انه تم التعرف الى المشتبه بهم الثلاثة الذين يقيمون في الضفة الغربيةوالأردن والنروج، في اطار التحقيق الذي يجريه حالياً قاضي التحقيق الباريسي في القضايا الإرهابية مارك تريفيديك الذي اصدر مذكرات التوقيف الدولية في 20 شباط الماضي. ووفق مصدر مقرب من الملف، ألقيت قنبلة في التاسع من آب (اغسطس) عام 1982 عند منتصف النهار في مطعم شهير في شارع روزييه، وانفجرت وسط نحو 50 زبوناً، قبل أن يدخل مهاجمان المطعم وهما يطلقان النار، ثم تبتعد المجموعة المؤلفة من ثلاثة الى خمسة مسلحين، في الشارع وهي تفرغ رصاصات مسدساتها الرشاشة البولندية الصنع على المارة. وبلغت حصيلة ذلك الهجوم الذي استغرق ثلاث دقائق ستة قتلى و22 جرحاً، ونسبت العملية الى حركة «فتح - المجلس الثوري» بزعامة «ابو نضال»، المجموعة المنشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية. وسمحت شهادات مجهولين خصوصاً بالتعرف على هويات المشبوهين الثلاثة بعد عمل طويل قامت به المديرية العامة الفرنسية للأمن الداخلي. ووفق المصدر القضائي، يعيش احد الرجال الثلاثة (59 سنة) اليوم في رام الله في الضفة، كما يقيم الثاني (56 سنة) في النروج، فيما يقيم الثالث (62 سنة) في الأردن، ويشتبه في انهم كانوا من اعضاء المجموعة المسلحة. ووفقًا لمجلة «باري ماتش» الفرنسية، قال أحد هؤلاء الشهود إن أحد الداعمين للعملية كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي كان يريد، في ما يبدو، معاقبة فرنسا لمساعدتها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات على إخلاء مقره في بيروت بعد أن حاصرته قوات إسرائيلية. وقالت المجلة إن الرجال الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال امس هم وليد عبد الرحمن (56 سنة)، ومحمود خضر عابد (60 سنة)، ومحمد سهير العباسي (64 سنة). والعباسي متهم بالمساعدة في الأمور اللوجيستية للهجوم الذي ألقى فيه مسلحون قذيفة ثم اقتحموا المطعم وفتحوا نيران أسلحة آلية.