على خشبة مسرح المجاز، التابع لمركز الشارقة الإعلامي شاهد جمهور اماراتي وعربي مسرحية «الظلال» وهي اشبه بأوبريت غنائية كتبت كلماتها الشاعرة والإعلامية اللبنانية نادين الأسعد، ولحنها الفنان البحريني خالد الشيخ، وأخرجها اللبناني منجد الشريف، وشارك فيها الفنان السوري حازم شريف، والفنانة اللبنانية كارول عون، إضافة إلى فرقة إنانا السورية التي تولت تقديم اللوحات الراقصة. وكان الجمهور باشر التوافد إلى المسرح قبل نحو ساعتين من انطلاق المسرحية الغنائية التي حضرت فيها الأسعد للمرة الأولى، من خلال القصائد والغناء، وكذلك حازم شريف في أول عمل مسرحي غنائي يقدمه منذ منحه لقب «أراب آيدول». استهلت المسرحية الغنائية، قصيدة للشارقة، تشارك في أدائها كل من نادين الأسعد وحازم شريف، وحضر فيها صوت كارول عون، التي لم تتمكن من المشاركة الحية في العمل لأسباب طارئة. وعلى وقع كلمات «لكِ العلياء يا حسناءٌ شامخةً/ لكِ الأسماء تُحفر في حمى الرملِ/ معي أرزٌ معي لبنان حمّلني/ قلاداتٍ لأهل الخير والفضل»، شاهد الجمهور عرضاً فلكلورياً لعارضين بأزياء مستوحاة من التصاميم الإسلامية، عكست مكانة الشارقة الثقافية والتراثية ورسالتها الحضارية إلى العالم. ومن وحي الروابط القوية بين الشارقة والكتاب، امتدت اللوحة الثانية من المسرحية متضمنة قصيدة ألقتها الأسعد على وقع مشهد ثري بالتفاصيل المستمدة من بيئة حياة الكاتب التي يحضر فيها القلم والورقة والكتاب، ورافقتها أغنية «لا أنت حبيبي» لفيروز. وفي قصيدة أخرى، خاطبت الأسعد الحبيب قائلة «الشوق عم بيدق اسمك على بابي/ ويعزم ليالي الحب تتشحتر كتابي»، وتضمنت مشهداً من واقع الحياة البحرية، حيث مدّ الممثلون الذين يلعبون أدوار صيادين، صنانير الصيد والشباك على ضفاف المسرح. وتواصلت اللوحات مع «ظل القصيدة»، التي تحلق في عالم العشق والغرام على وقع موسيقى غربية، غلب عليها الغيتار الكهربائي في إيقاعات سريعة شبيهة بنمط الحياة الغربية في ستينات القرن العشرين. واستمتع الجمهور بأداء الفنان حازم شريف، وهو يؤدي مشهد شاب يعشق فتاة يراها في أحد المقاهي الشعبية، فيحاول تقديم وردة لها، مغنياً «أوقات بتمرق بالعطر/ بترميني بنهدات الزهر/ بوقع بأرضي من الشوق /وبينزف عوراقي الشعر»، ثم قدمت الأسعد قصيدة «العشق نار» التي سبقتها بأغنية «حبك نار» لعبد الحليم حافظ، وأتبعتها بقصيدة «رأيتكِ»، رافقتها مشاهد من العصر الجاهلي، يوم كانت ليلى العامرية تهيم عشقاً بابن عمها قيس بن الملوح، وتحول فيها المسرح إلى واحة صحراوية انتشرت فيها بيوت الشَعر وفاحت في أجوائها رائحة القهوة العربية المحمصة. وعلى وقع صوت الرعد والرياح وأضواء البرق، انطلقت «الظلال» بجمهورها إلى مشهد شتوي، ابتدأ بأغنية «رجعت الشتوية» لفيروز، وغنّت فيه الأسعد قصيدتها «الطقس»، ثم أتبعتها بقصيدة أخرى حملت عنوان «بالموقدة»، وحضر صوت الفنانة فيروز مرة أخرى في المشهد من خلال أغنيتها «تلج... تلج» لتنقل خشبة المسرح بأكملها أجواء برودة الشتاء القارص إلى الجمهور.