رصدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان نقصاً في عدد الأسرّة الضرورية لتنويم المرضى بمجمعات الأمل للصحة النفسية في السعودية، إذ أدى رفض بعض العائلات والأهالي تسلم مرضاهم المتعافين إلى تفاقم أزمة الأسرّة في مجمعات الأمل النفسية، وتكدس الكثير من المرضى في المستشفى برغم انتهاء فترة علاجهم. وعلمت «الحياة» أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تحركت لمخاطبة بعض مجمعات الأمل للصحة النفسية بطلب تزويدها بمعلومات عن الأسر والعائلات التي ترفض تسلم مرضاها، وذلك في خطوة تهدف من خلالها إلى إقناعهم بضرورة تسلم أبنائهم ومرضاهم من المستشفى، وتوفير الأسرّة والخدمات الطبية لمرضى آخرين في حاجة لها، بعد أن رصدت الجمعية النقص في عددها. وأوضح مصدر موثوق به في الجمعية أن مجمعات الأمل للصحة النفسية في السعودية تعاني من نقص شديد في وجود الأسرّة للمرضى، والتي يتطلب وجودها تقديم الرعاية الصحية والطبية للمرضى القادمين إليها، مشيراً إلى أن رفض بعض العائلات والأهالي تسلم مرضاهم أدى إلى تفاقم الأزمة، إضافة إلى كثرة المرضى المستحقين للأسرّة على قائمة الانتظار. وأشار المصدر إلى أن مجمعات الأمل تفتقر إلى كثير من الخدمات الطبية، إذ تعاني المجمعات منذ فترات نقص الأدوية الطبية، وصغر مساحة مراكز التأهيل والأنشطة مقارنة بعدد المرضى المراجعين لها، مضيفاً: «تمت مخاطبة وزارة الصحة، والمشرف العام على مراكز ومجمعات الأمل للصحة النفسية من أجل تدارك السلبيات التي رصدتها الجمعية، وتوفير الخدمات الناقصة عن المجمع». وزاد: «أسهم برنامج الرعاية المنزلية لمجمعات الأمل للصحة النفسية في تخفيف العبء على المراكز، وتوعية الأسر بكيفية التعامل مع المريض النفسي، وعدم نبذه بسبب مرضه وإتاحة الفرصة له في الانخراط في الأعمال اليومية والمهمة في المنزل والمجتمع، بيد أن تلك البرامج المنزلية لا تغطي النقص الشديد في عدد الأسرّة في المستشفيات». يذكر أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وحماية النزاهة أصدرت بياناً العام الماضي تؤكد فيه أن مجمعات الأمل للصحة النفسية لا تؤدي وظيفتها على الوجه المطلوب. «الهلال الأحمر» و«الشرطة» لا تتجاوبان في إحضار المرضى للمجمع قدمت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان طلباً إلى بعض إمارات المناطق لاستحداث آلية نظامية تلزم كلاً من الهلال الأحمر السعودي ومراكز الشرطة بتلقي بلاغات الأسر المصاب أحد أفرادها بمرض نفسي، والتجاوب معها لإيصاله إلى مجمع الأمل للصحة النفسية. وبيّن مصدر موثوق به في الجمعية ل «الحياة» أن فرق الهلال الأحمر السعودي والشرطة لا تتجاوب مع بلاغات الأسر المصاب أحد أفرادها بمرض نفسي، إذ إن إحضار المريض إلى المجمع ليس من اختصاص مجمعات الأمل، وعلى الهلال الأحمر التعاون مع تلك البلاغات التي تأتي من العائلات، لصعوبة التعامل مع بعض الحالات المرضية. وأفاد بأن الجمعية أبلغت بعض إمارات المناطق ومنها إمارة الرياض باستحداث آلية نظامية تلزم كلاً من الهلال الأحمر السعودي ومراكز الشرطة بتلقي بلاغات الأسر المصاب أحد أفرادها بمرض نفسي، وذلك من أجل نقل المريض المتهيج إلى المجمع، وتوفير العلاج اللازم له.