أفصح الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي عن انخفاض موازنة الندوة المالية في أعقاب أحداث ال11 من أيلول (سبتمبر) في الولاياتالمتحدة الأميركية، إلى 40 في المئة، مشيراً إلى أن الندوة احتاجت خمسة أعوام للعودة إلى عافيتها المادية. وأشار الأمين العام للندوة العالمية في حديث ل«الحياة»، إلى أن الندوة عانت في أعقاب ال11 من سبتمبر في عام 2001، من الهجوم اللاذع في وسائل الإعلام الغربية، مضيفاً: «بل إن أعضاء في الكونغرس الأميركي ألقوا بالاتهامات التي تجرم عملنا، لكن لم تدرج الندوة على أي من القوائم الإرهابية أو المؤسسات الداعمة للإرهاب». وقال الوهيبي الذي تولى منصب أمين الندوة في عام 2002، إن الهجوم اللاذع للإعلام الغربي على الندوة تزامن مع سعي بعض الدول الغربية إلى توقيف دعم الندوة من الدول المانحة في مجال الأعمال الخيرية، وهي السعودية والإمارات وقطر والكويت، أو محاولة الحد من عملها الخيري. وعند سؤاله عن طلب بعض الدول الغربية من السعودية إيقاف عمل الندوة، أجاب: «لا أعلم إذا جرت ممارسة أي ضغوط من دول الغرب على الجانب السعودي أم لا، ولكن عمل الندوة ومسيرتها وأعمالها الخيرية وجدت الدعم ذاته من الحكومة السعودية، ولم يحدث أي تأثير». وأكد أن العلاقات التي كونتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي مع منظمات إسلامية ودينية أخرى كان لها الأثر الكبير في درء الشرور التي كانت تستهدف العمل المقدم منها، مشيراً إلى أن توجهات الندوة الفكرية انبثقت من أرض الحرمين الشريفين. وأضاف: «الندوة تنهج نهجها من دون التفريق بين الأطياف، ولا تتبع أي منهج يخالف مبادئ حكومتنا الرشيدة، ومنهج المملكة يتمثل في تقديم المساعدات لكل الأطياف والجماعات الإسلامية مساهمة منها في أوجه الخير، من دون غلو أو توجه لفئة دون أخرى، والندوة تفعل ما تفعله المملكة في هذا الإطار». وأوضح أن الندوة لا تشترط شروطاً معقدة في الشباب الذين يحضرون نشاطاتها أو من يحصلون على المنح، كاتباع تيار محدد «لأننا في الأساس لا نعرف ما في دواخل الناس». وعند سؤاله عن الانتقادات الموجهة للندوة التي تأسست في عام 1978، وأن وظائفها مقتصرة على غير السعوديين، قال: «غالبية الموظفين في الندوة من السعوديين والسعوديات، ويوجد جنسيات أخرى تعمل في كيان الندوة من مواليد المملكة العربية السعودية، والأكثر من الجنسية اليمنية والفلسطينية». ورأى الأمين العام لندوة الشباب الإسلامي أن الهجوم الذي استهدف مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية أخيراً بالفعل المنبوذ «دينياً»، بالقول: «فتوى هيئة كبار العلماء في السعودية، وما كتبه عدد من طلاب العلم يحقق المسألة من جانبين، الأول قضية الهجوم على هذه المجلة أو الصحيفة وقتل الناس أمر منبوذ دينياً إذا ثبت أن من نفذوا الهجوم من المسلمين، عادة القوانين لا تنفذ باليد، هناك حكومات وقوانين يجب أن تحترم ولا نوافق مطلقاً على ذلك سواء حصل في بلاد إسلامية أم غير إسلامية». وأضاف: «أما الجانب الآخر الإساءة إلى جناب الرسول أو أي من الأنبياء لا نقبل بذلك مطلقاً مهما كانت الدوافع، نحن نعتقد أن تراعى القيم والمبادئ التي يؤمن بها بليون ونصف بليون مسلم حول العالم، إذ هم الذين يحتفظون بدين تعرف مصادره بحسب الروايات المتسلسلة، ويعرف مكان نبيه وقبره مشهور ومعروف، على عكس الديانات الأخرى فلا نعرف أين دفن عيسى إن كان دفن، ولا نعرف أين قبر موسى ولا هارون أو غيرهم، وكل ما يقال عنهم عليهم السلام إنما هو رأي في التاريخ ليس هناك حقيقة تسنده، إذاً في الإسلام نملك أرضية صلبة في جوانب العقيدة والتشريعات وجوانب التاريخ، ولا نرضى لأحد سواء كان مسلماً أم غير مسلم أن يفتئت على هذه المبادئ، خصوصاً إذا لامست أحد من الأنبياء».