دعت وزارة التعليم، المعلمين والمعلمات إلى عدم التدخل في الخيارات الشخصية للطلبة، طالما لم تتعارض مع السلوك العام. ونبهت الوزارة إلى وجود إدارات مختصة بالإرشاد في كل مدرسة. فيما حذر تربويون من تدخل معلمي «التربية الإسلامية» في المسائل الشخصية للطلبة، مثل سماع الأغاني أو حضور الحفلات أو قص الشعر بطريقة معينة، وغيرها من الأمور التي لا ترتبط بالمنهج، مؤكدين على تشديد الوزارة الالتزام بالمناهج المقررة وعدم الخروج عنها، وتحذيرها من ممارسة «الترغيب والترهيب». وذكر تربويون ل «الحياة»، أن «شكاوى عدة تصل من الأهالي، بسبب تدخل معلمي «التربية الإسلامية» في خصوصيات الطلبة». وقال المشرف التربوي عبدالعزيز خضير: «إن وزارة التعليم ألزمت معلمي التربية الإسلامية بالمناهج الإسلامية المقررة، وعدم التأثير على سلوك الطلبة، وذلك بعد أن طالب أولياء أمور بعدم التدخل في أفكار أبنائهم الطلاب وأمورهم الشخصية». ولفت خضير إلى أنه في بعض المدارس، وبخاصة المرحلة الابتدائية «يقوم معلمو التربية الإسلامية (من الجنسين)، بتوبيخ الطلبة على قصات الشعر أو لسماعهم أغاني أو حضور حفلات الميلاد، ويكون التدخل بشكل شخصي. إلا أن الوزارة تلزم الجميع بالمقررات وتؤكد على عدم الخروج عنها. وقد يكون التدخل مقبولاً بطريقة ما في المدارس الحكومية، إلا أنه في المدارس الأهلية لا يسمح الأهالي بالتدخل في سلوكيات أبنائهم من ناحية دينية»، موضحاً أن «غالبية الشكاوى ترد من مدارس أهلية». بدورها، أوضحت المرشدة التربوية نورة عبدالرحمن، أن «النصح والإرشاد الديني المقبول هو في أمور لا يختلف اثنان عليها. ويجب أن يقدم بطريقة مناسبة ولائقة. ومن الشخص المختص. فيما لا يمكن التدخل فيما يراه البعض حراماً، ويراه آخرون حلالاًَ»، لافتة إلى أن «التدخل في مسائل تعتبر شخصية، لاسيما لأطفال المرحلة الابتدائية، مثل النهي عن قصات الشعر أو سماع الأغاني أو متابعة أفلام الكرتون، وغيرها من الأمور التي قد لا يحبذ الأهالي التدخل فيها، فهذه ليست من المهام الموكلة للإرشاد التربوي». وأكدت نورة على «الترغيب والترهيب ليست من مهامنا. ولا يحق لمعلم التربية الإسلامية توبيخ طالب أو تحذيره أو ترغيبه»، مستشهدة بواقعة حصلت لإحدى الأمهات التي «اشتكت من معلم تربية إسلامية يوبخ طفلها في الصف الثالث الابتدائي لأنه اعتبر قصة شعره غير مناسبة، ومرة أخرى قال له إن مشاهدة أفلام الكرتون حرام، وثالثة كان يحذر من حضور حفلات عيد الميلاد. فاعترضت الأم وتقدمت بشكوى إلى إدارة المدرسة». فيما نقلت إحدى الأمهات ل «الحياة»، ما حدث لابنتها، معبرة عن استيائها من تدخل بعض معلمات التربية الإسلامية في خصوصيات الطالبات. وقالت: «ابنتي تدرس في الصف الثاني الابتدائي في مدرسة أهلية، وما بين فترة وأخرى، تقول هذا حرام وهذا حلال، وهي طفلة. ولكن معلمتها تلقنها ذلك، فيما لا يحق للمعلمة أن تقول لها أن قصة شعرك حرام، فهي ملزمة في المنهاج فقط، ولا علاقة لها بغير ذلك. كما أنه بإمكانها التدخل في حال الإخلال بالأدب».