علمت «الحياة» أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة حائل أحالت أمس ثلاثة أعضاء في «هيئة برزان» بعد انتشار مقطع فيديو خلال اليومين الماضيين يُظهر بائعة بسطة وهي تشتكي باكية وتتوعد بإيصال تظلمها عبر الصحافة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد قيام أعضاء الهيئة بمضايقتها وابنتها وإجبارهما على تغطية نقابهن، وعدم إظهار أعينهن بحجة أنها فاتنة. ويأتي قرار هيئة الأمر بالمعروف بعدما أثار مقطع الفيديو ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاطف رواد هذا المواقع مع البائعة المسنة وابنتها التي كانت تساعدها في البيع، وخصوصاً بعد أن تعرّفوا على الحال الاجتماعية للأم، وأنها مطلقة ومريضة وكبيرة في السن وتعاني من ظروف أسرية ومادية صعبة. وتؤكد البائعة أم عبدالعزيز (46 عاماً) ل«الحياة» أنها راجعت وأبناءها أمس مركز الشرطة بعد أن طلبوا منها ذلك هاتفياً، على خلفية إصدار تعميم على مركبتهم بخصوص موضوع الهيئة، وتقدمت بشكوى لإمارة حائل ضد أعضاء الهيئة الذين ضايقوها وابنتها، ومنعوهن من البيع بعدما وقفوا أمام المبسط، وحالوا دون وصول الزبائن الراغبين في الشراء من الأطعمة الجاهزة التي تعدها في منزلها وتحضرها إلى المبسط لتبيعها و«تسترزق» منها. وتضيف: «أنا مطلقة وأم لثمانية أبناء ظروفي الاجتماعية والمادية الصعبة هي ما دفعني للعمل في المبسط أكثر من ثماني ساعات يومياً لتأمين لقمة العيش ودفع إيجار المسكن». ولفتت إلى أنها تعيش وأبناءها في شقة صغيرة بالدور الثالث في حي الزهرة، وتستطرد: «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق» لقد بكيت من القهر بعد أن منعوا إحدى السيدات من الشراء منا وطلبوا منها الابتعاد عن المبسط، لوجود ملاحظات علينا بحسب وصفهم، وهو ما دفع الدوريات الأمنية ومرتادي السوق إلى التجمهر بكثافة حول المبسط، وهو الأمر الذي أثار الشبهة حولنا ووضعنا في موقف محرج وصعب جداً، على رغم أن كل المشكلة أنهم أصروا علي وعلى ابنتي بضرورة تغطية النقاب أو القبض علينا عبر سجانات. وأوضح مدير شرطة منطقة حائل اللواء إبراهيم الألمعي في تصريح إلى «الحياة»، أنه تم كف البلاغ عن مركبة ابن «بائعة البسطة» بعد أن راجعت أمس السيدة وابناها مركز شرطة عيرف فور الاتصال بهم، وتم أخذ أقوالها وأحيلت القضية إلى جهة الاختصاص للنظر فيها، معتبراً أن الخلاف بسيط ولم يكن من المفترض أن يتطور، لكنه ضُخّم أكثر من اللازم. من جانبه، تجاوب المتحدث الرسمي لفرع الرئاسة بمنطقة حائل فهد العامر في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، بعدما بعث من هاتفه النقال برسالة نصية في ال10 مساء، تفيد بأنه تعقيباً على ما نشرته إحدى الصحف في شأن وقوع مشادات كلامية بين الأعضاء وإحدى بائعات «البسطات»، أن القضية الآن قيد التحقيق من إدارة الفرع، وسيتم اتخاد ما يلزم حيال نتائج التحقيق. وحاولت «الحياة» مجدداً الحصول على تعليق المتحدث الرسمي ب«هيئة حائل» فهد العامر على موضوع بائعة البسطة المُسنة، لكنه فضل أيضاً عدم الرد على الاتصالات المتكررة - كما حدث سابقاً. وعلى رغم حرص «الحياة» على استسقاء المعلومات من مصادرها، وتوجه مراسلها إلى مقر الهيئة، إلا أنه لم يتسنّ له مقابلة مسؤولي الهيئة.