كشف وزير التربية والتعليم الدكتور فيصل بن عبدالله عن تعرضه للإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير في الفترة الماضية، ما دعاه إلى استخدام عقار «التامفلو» الخاص بعلاج هذا الفيروس، مؤكداً أنه على استعداد تام لأخذ اللقاح المضاد للوباء، في إشارة منه إلى مأمونيته. وشدد على الأسر خصوصاً التي لديها أبناء يعانون من مشكلات صحية، بإعطاء أطفالهم اللقاح المضاد لهذا المرض في الفترة الحالية، نتيجة للتقلبات المناخية، لافتاً إلى أن الوزارة لا تزال على موقفها في اختيارية التطعيم، وهو ليس إجبارياً على الطلاب. ونفى الدكتور فيصل بن عبدالله، في تصريحات صحافية على هامش الاجتماع التشاوري الخامس لوزراء التربية والتعليم في الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون، الذي عقد أمس في الرياض، ما تردد أخيراً بشأن تأجيل الدراسة بعد الحج، مستبعداً وجود تمييز ضد المدرسين السعوديين العاملين في دول الخليج من ناحية الراتب، إذ ان تلك الدول تعامل معلمي المملكة أسوة بمواطنيها. ولفت أثناء كلمته في الاجتماع إلى التجارب العربية الناجحة في مواجهة «أنفلونزا الخنازير»، مطالباً بدعوة الأطباء ومختصي التوعية الى طرح تلك التجارب، والخروج منها بدروس يستفاد منها في مثل هذه الأزمات أو في حال استفحل المرض واشتدت ضراوته، واستدعاء بعض التجارب العالمية التي تخدم تحسين البيئة والصحة المدرسية في دول المجلس. وأكد في كلمته حرص خادم الحرمين الشريفين على برامج التربية والتعليم، ودورها في قلب معادلة التنمية المتوازنة، وحرصه على تعزيز النهج التربوي والعلمي الذي يخدم الوطن والأمة، من خلال بناء واستقطاب الكفاءات التي تسهم في بناء هذه النهضة العربية الواعدة، وقال: «نلتقي اليوم (أمس) للارتقاء بالنهضة التعليمية، وترسيخ أسس تربوية مبنية على الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة، ومعززة بالتطبيقات العلمية، وانتهز هذه المناسبة لتأكيد النهج الذي يحرص عليه قادتنا في السعي نحو تطوير بيئة التعليم، لأنها الأساس في تهيئة أجيال بكفاءة تتوافق مع متطلبات سوق العمل»، لافتاً إلى «أن جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية تعد تجسيداً واقعياً لهذا التوجيه العلمي، الذي سيخدم الأمة التي ستخدمنا جمعياً باستقبال أبنائنا وبناتنا الأكفاء، والإفادة من العلماء المتوافدين عليها من مختلف أنحاء العالم». وعن موضوع الاجتماع التشاوري، أوضح أن دول العالم تطبق توجهات حديثة لتطوير مجالات التدريب والتعليم، مشدداً على الأمانة التي يحملها المعنيون بالتربية والتعليم على عواتقهم، لبناء أجيال هذه الأمة وتسليحهم بالعلم والمعارف والمهارات. من جانبه، ذكر الأمين العام لمكتب التربية العربي الدكتور علي القرني، أن قضية التربية والتعليم مهمة مجتمعية متكاملة، ومسؤولية لامركزية الأبعاد والأطر، إذ إن وزارات التربية في دول مجلس التعاون تبذل جهوداً استثنائية وبالغة التعقيد، لتطوير التعليم الذي يقتضيه القرن ال21، الذي تتطلبه ميادين السباق نحو إثبات الذات وصنع المستقبل الحقيقي. إلى ذلك، استعرضت دول الخليج خلال الاجتماع التشاوري أمس، تجاربها التربوية في تطوير التعليم، وقدمت كل دولة جهودها التي اعتبرتها ضمن تطوير التعليم في المنطقة. وقدمت الإمارات تجربتها حول الاعتماد الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة، ثم قدمت البحرين تجربة تربوية حول «التلمذة المهنية»، بعدها استعرض اليمن برنامج التحويلات النقدية المشروطة كأحد برامج حل مشكلة تسرب الطالبات من التعليم. وعرضت الكويت تجربتها حول تأصيل القيم التربوية، فيما استعرضت المملكة تجربتها في تطوير المناهج التعليمية، التي شملت ثلاثة محاور رئيسية هي العلوم والرياضيات، والمشروع الشامل للمناهج، ونظام المقررات للمرحلة الثانوية. وقدمت سلطنة عمان تجربتها في برنامج التنمية المعرفية للطلاب والطالبات في مواد العلوم والرياضيات ومفاهيم الجغرافيا البيئية، فيما استعرضت قطر تجربتها حول المعايير المهنية الوطنية للمعلمين وقادة المدارس. واستعرض وزراء التربية والتعليم في دول الخليج في ختام أعمال الاجتماع، نواتج بعض برامج مكتب التربية العربية لدول الخليج، فيما ناقش المجلس التجارب التربوية، ومدى الإفادة منها في الدول الأعضاء. وأكد رئيس الاجتماع التشاوري الخامس لوزراء التربية والتعليم للدول الأعضاء في مكتب التربية والعربي لدول الخليج سعد آل محمود، أن استعراض التجارب المميزة في دول الخليج أمس، يأتي تأكيداً للعمل المميز والدعم المعنوي الكبير للعاملين في المجال التربوي.
