تحتفظ ذاكرة القيادات الكشفية في السعودية بصورة زميلهم الكشّاف مقرن بن عبدالعزيز، الذي التحق بصفوفهم حين كان طالباً في معهد العاصمة النموذجي. كما لم يغب عن ذهنهم حضوره في مخيماتهم ومعسكراتهم لخدمة الحجاج في المدينةالمنورة، بعد أن أصبح أميراً لها. وقال نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عبدالله سليمان الفهد ل«الحياة»: «إن الأمير مقرن خير داعم للحركة الكشفية في المملكة. وكان أحد أفراد الكشافة في معهد العاصمة النموذجي خلال مرحلة الدراسة، وكان يشرف على أعمال الكشافة في خدمة الزوار والمعتمرين للمسجد النبوي خلال فترة عمله أميراً للمدينة المنورة». وأضاف الفهد: «حضر الأمير مقرن جزءاً من فعاليات معسكرات الخدمة العامة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، حينما كلف بمهمات الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز «رحمه الله» خلال فترة علاجه حج عام 1427ه، ومنحته الجمعية القلادة الكشفية الذهبية في العام السابق لذلك. وهي أعلى وسام كشفي وطني يمنح عادة للقادة، الذين لهم دور بارز في دعم الحركة الكشفية وتشجيعها مادياً ومعنوياً». ووصف نائب رئيس جمعية الكشافة ولي العهد ب«الشخصية القيادية التي عرفت بالحكمة والقدرة الإدارية». وقال: «إننا في الكشافة نهنئ الأمير مقرن بهذه الثقة الغالية، ونهنئ الوطن بتلك الشخصية، ونهنئ الكشّافة بأن يكون ولي عهد هذه البلاد أحد من تعلّم الكثير من الكشفية إبان دراسته الأولى، حتى أصبح خير داعم لها». إلى ذلك، أكد منسوبو الكشّافة بقطاعاتها كافة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان «عطاؤه جزيلاً وسيرته في البذل والعمل الإنساني والاجتماعي والوطني عطرة». وأبانوا أن الملك عبدالله «رحمه الله»، قدّم للكشّافة السعودية والعالمية الكثير إيماناً منه برسالتها». وقال نائب رئيس جمعية الكشّافة العربية السعودية: «إن الجمعية حظيت في عهده برعاية واهتمام منه، ما جعلها تخطو خطوات وثّابة أوصلتها للعالمية من خلال عضويتها في عدد من اللجان ووجودها الدائم والمهم في المحافل كافة، إضافة إلى دعمه الدائم والمستمر لمشروع «رسل السلام»، كان آخرها تبرعه بمبلغ 37 مليون دولار للمرحلة الثانية من المشروع على مدار 10 أعوام، وفق رؤية تدعو إلى وصول رسل السلام إلى 20 مليون رسول، من إجمالي عدد الكشافين بالعالم البالغ عددهم 31 مليون كشاف بحلول عام 2020، بهدف تدريب الكشافين في جميع أنحاء العالم على ثقافة الحوار، وجعل جهودهم في مجال السلام أكثر إيجابية وفاعلية، ودعم مشاريع السلام على المستوى المحلي والوطني في جميع أنحاء العالم ودعم الهياكل الكشفية المحلية لمضاعفة أثر المبادرات المحلية الصغيرة ليكون لها أكبر الأثر في هذا المجال، إضافة إلى دعم ضحايا الصراعات من الشباب من خلال الحوار، لمنع تكرار حدوث الصراعات في الأجيال المقبلة، وتوصيل رسالة الحوار إلى قاعدة أوسع من المجتمعات على مستوى العالم». بدوره، أوضح مفوض رسل السلام في الجمعية جميل فلاته، أن ساعات العمل منذ انطلاقة ذلك المشروع من المملكة برعاية خادم الحرمين، بلغت أكثر من 600 مليون ساعة. وقال: «إن من أبرز المشاريع القائمة حالياً في العالم 11 مشروعاً في أفريقيا، و17 في الدول العربية، و49 في دول آسيا والباسفيك، و19 في أوروبا، و12 في وسط أميركا». واستشهد بأمثلة للمشاريع الإنسانية الناجحة التي ينفذها الكشافة باسم المشروع، وأهمها «المساهمة في مشروع التنمية الزراعية في إندونيسيا، ومواجهة كارثة الزلزال الذي تعرضت له الفيليبين، ومساعدة اللاجئين السوريين على الحدود اللبنانية».