«الترحال» قد يبين جانباً من شخصية الإنسان لا يكشف عنه «الحلّ»، و«السّفر يسفر عن أخلاق الرجال»، إذ يرى طاقم «الرحلات الملكية» من طيارين ومضيفين ومشرفين وفنيين، ما يغيب عن أعين الكثيرين، بحكم وجودهم أوقاتاً طويلة مع الراحل الملك عبدالله والملك سلمان على متن الطائرة. ويكشف مساعد مدير العمليات الجوية الملكية «إبراهيم القويرش» والذي عمل لمدة 31 عاماً بصحبة الراحل الملك عبدالله والملك سلمان، جوانب خفت عن أعين الناس وظهرت لهم بحكم طبيعة عملهم الملازمة للملك الراحل والملك سلمان من جوانب إنسانية ومهنية دقيقة مع جميع العاملين دون استثناء. وأكد القويرش خلال حديثه إلى «الحياة» أن أبرز الصفات التي طغت على شخصية الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الطيبة والإنسانية وتفقده جميع طاقم الملاحة من طيارين ومساعدين ومضيفين ومشرفين وعاملين على الطائرة والاطمئنان عن الحاضرين والسؤال عن الغائبين، وكان قريباً من الجميع فتجده قريباً يبتسم ويتحدث بتلقائية وبساطة وفي حال كان كثير النصح في ما فيه فائدة سواء أكان على المستوى الصحي أم الغذائي. وقال «إنه من الأمور التي كان يفعلها الملك عبدالله في شكل دائم هو أنه كان يطلب من المسؤولين عن إعداد الطعام إعداد المائدة ولا يأكل، وإنما كان كل هدفه أن يأكل أفراد الطاقم المسافرون معه، استشعاراً منه بتعبهم ورحمة بهم وكان يتكرر هذا كثيراً معه رحمه الله». وعن الملك سلمان بن عبدالعزيز، بين القويرش أنه كان قارئاً متمكناً، إذ تحضر الكتب قبل وصوله إلى الطائرة، ويقضي الساعات الطويلة غالباً في القراءة ومطالعات الكتب، وكان يردد دائماً حفظه الله : «أنا درست وتخرجت في مدرسة الحياة»، مؤكداً الاطلاع والتزود من موارد الكتب. وأكد دقة مواعيد الملك سلمان، وعدم تأخره عن موعد الرحلة، وكان إذا تأخر يقدم العذر للطاقم معللاً سبب تأخره بكل تواضع، وكان بسيطاً سهلاً بعيداً عن التكلّف مع الجميع. وزاد: «من المشاهد المؤثرة في رحلات الملك سلمان وهو على متن الطائرة في الجو، حرصه الشديد على الصلاة، إذ كان يحرص على وجود الطاقم ممن لا يستوجب وجوده في موقعه، وجميع من معه في الرحلة على أداء الصلاة جماعة في المكان المخصص على الطائرة الملكية».