أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أول من أمس، انتخاب خالد خوجة رئيساً للائتلاف بعد حصوله على 56 صوتاً، متفوقاً على منافسه نصر الحريري الذي حصل على 50 صوتاً، كما انتخب الائتلاف هشام مروة نائباً للرئيس بحصوله على 56 صوتاً. وكان متوقعاً أن يُعاد أمس التصويت على منصب الأمين العام لعدم حصول المرشحين على 56 صوتاً لكي يكتمل النصاب، وصوت على الانتخابات 109 أعضاء من أصل 111، في حين لم يصوت رياض حجاب ومنذر آقبيق. وقال خالد خوجة ل «السورية نت» في أول تصريح له بعد انتخابه، إن إعادة ترتيب الصف الداخلي في «الائتلاف» هي من أبرز أولوياته، وإنه سيعمل على إعادة الاعتبار ل «الائتلاف» كونه أكبر مظلة للمعارضة السورية، وإنه سيولي اهتمامه لكي يأخذ هذا التجمع المعارض زمام المبادرة في خضم المبادرات المطروحة من قبل الدول الخارجية للحل في سورية. وأوضح أن «الائتلاف» كمؤسسة سياسية سيعمل يداً واحدة مع الفصائل العسكرية والناشطين، وقال: «علينا أن نوحد جهودنا للتغلب على هذه التحديات في الوصول إلى هدفنا وهو إسقاط النظام وتأسيس نظام ديموقراطي». وأشار خوجة إلى أن الثورة السورية تمر في مرحلة خطيرة وأليمة، وقال: «نظام الأسد يصعّد من وحشيته وقمعه، وفي الوقت الذي يتحدث فيه عن حل سياسي يصعّد من عملياته العسكرية»، ولفت إلى وجود صعوبة في قيادة الثورة السورية وتمثيلها في المجتمع الدولي، لأن الأخير يعمل على تعويم النظام السوري أكثر من إسقاطه، وفق ما قال. وعن سير الانتخابات في «الائتلاف»، وصفها خوجة ب «الديموقراطية»، معتبراً أن هذه الانتخابات من أكثر انتخابات الائتلاف التي جرى فيها توافق بين الكتل. وأضاف أن على جميع المكونات أن تعمل لكي تمثل المعارضة الثورة السورية تمثيلاً يليق بها. وجاء انتخاب خوجة في نهاية اجتماعات الهيئة العامة ل «الائتلاف» التي استمرت ثلاثة أيام في اسطنبول، وكان قد ترشح لمنصب نائب الرئيس كل من هشام مروة، وفايز سارة، ونغم الغادري، وهيفارون شريف عن العنصر النسائي، فيما ترشح لمنصب الأمين العام جواد أبو حطب، ومحمد يحيى مكتبي، وفق ما أكدته مصادر من «الائتلاف» ل «السورية نت». وذكر «الائتلاف» أن منصب نائب الرئيس المخصص لعضو كردي لا يزال شاغراً لأن الكتلة الكردية لم تتقدم بمرشح جديد. وذكرت وكالة «رويترز» من اسطنبول ان الرئيس الجديد ل «الاتئلاف» لا ينظر اليه على نطاق واسع على انه مقرب في شكل خاص من أي من الدول الخارجية الراعية ل «الائتلاف». وعلى رغم علاقته الضعيفة بالمقاتلين على الأرض وصلاته التي ينظر اليها على انها واهية بالسوريين العاديين، ذكرت «رويترز» أن «الائتلاف» يظل من الأطراف الرئيسية المنخرطة في مناقشات دولية للتوصل الى حل للحرب الأهلية المندلعة في سورية منذ ما يقرب من أربع سنوات. وتولى خوجة رئاسة الائتلاف من هادي البحرة الذي شغل منصبه لولاية واحدة ولم يترشح مجدداً لكنه سيظل في اللجنة السياسية. وخالد خوجة ابن مدينة دمشق ومن مواليدها عام 1965، وبدأ حياته الدراسية في مدارس دمشق وتعرض خلال مرحلة تعليمه لاعتقالين من قبل نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، الأول عام 1980 واستمرت فترة اعتقاله أربعة أشهر، ثم اعتقل ثانية عام 1981 مدة عام وثلاثة أشهر. وأوضحت نبذة موزعة عنه أن فترتي الاعتقال لم تثنياه عن التمسك بحلمه في التعلم، فسافر بعد الإفراج عنه إلى ليبيا حيث أكمل هناك تعليمه الثانوي (في أوباري بالجنوب الليبي) عام 1985، ثم انتقل إلى جامعة اسطنبول لدراسة العلوم السياسية مدة عامين، وبعدها انتقل إلى جامعة أزمير متخصصاً في دراسة الطب، وتخرج عام 1994. وأسس خالد خوجة مشفيين ومستوصفين بين عامي 1995 و2004. وهو يعمل مستشار استثمار وتطوير وإدارة بالقطاع الطبي منذ عام 1994. ومع بداية الثورة السورية شارك خوجة في الحراك الثوري، وأسس «منبر التضامن مع الشعب السوري» الذي يعمل من خلال منظمة «اي هاها»، «مظلوم أداه»، «زجيبر اداه»، وأصبح المتحدث الرسمي باسمه، كما أنه أتبع هذا النشاط السياسي بعمل إغاثي وإعلامي. وهو يُعد من مؤسسي المجلس الوطني السوري الذي أنشئ في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2011، كما ساهم في تأسيس «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» الذي أعلن عن تشكيله في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وهو ممثل «الائتلاف» حالياً في تركيا. متزوج ولديه أربعة أولاد.