طالب معلمو القرى والهجر النائية التابعة في منطقة حائل بمساواتهم بالمعلمات بخفض أيام العمل إلى ثلاثة أيام بالأسبوع، واصفين القرار ب«غير المنصف» والمجحف بحقهم، مبدين استغرابهم مما أطلقوا عليه «تجاهل» الوزارة لمعاناة معلمي القرى، وكأن معلمي القرى في منأى عن الحوادث على رغم أنهم يقودون مركباتهم بشكل يومي على طرق زراعية وضيقة، ويتعرضون لمخاطر يومية تهدد أرواحهم. وأكد المعلم سعود الشمري، وهو معلم لمادة العلوم في مدرسة تابعة لمحافظة الشملي (180 جنوب غربي حائل) أنه فرح كثيراً بالقرار، لأنه سيسهم في الحد والتقليل من حوادث المعلمات ومسلسل النزف الدموي على الطرقات، لكن الغريب بالقرار أنه اقتصر على المعلمات وتجاهل المعلمين العاملين بالقرى البعيدة عن المدن، الذي يتردد بعضهم بأكثر من 350 كيلومتراً يومياً، مضيفاً: «وكأن الأخيرين يذهبون لمدارسهم عبر الجو مستقلين طائراتهم الخاصة». ودعا الشمري وزارة التربية والتعليم إلى إعادة النظر بالقرار ليشمل المعلمين، ما سيسهم بالتقليل من حوادث المعلمين التي تتكرر في شكل شبه يومي، لكنها لا تحظى بالقدر الكافي من التغطية الإعلامية كما هو الحال في حوادث المعلمات، مشيراً إلى أنه يعرف عشرات المعلمين ممن لقوا مصرعهم في حوادث مرورية، وآخرين أصيبوا بإصابات تسببت لهم بالعجز الكلي عن العمل، لكن الإعلام لم يسلط الضوء الكافي على حوادث المعلمين. من جهته، شدد المعلم ممدوح الخالد الذي يقطع مسافة 280 كيلو متراً يومياً ذهاباً وإياباً للوصول إلى مدرسة والعودة منها، على ضرورة شمول القرار معلمي القرى «النائية»، من خلال خفض حصص معلمي القرى من 24 حصة إلى 15 حصة كحد أعلى، مع إلغاء الإشراف وحصص الانتظار، وإلغاء نظام الفسحتين، وفترة الخمس دقائق بين الحصص المعمول بها داخل مدارس المدن، خصوصاً وأن عدد طلاب بمدارس القرى عدد محدود جداً. وأفاد بأنه كان يعمل في مدرسة نائية لا يتجاوز عدد طلاب الفصل الواحد أربعة طلاب، معتبراً أن ثلاثة أيام كافية جداً للمعلم في القرى لإنهاء المنهج، لاسيما إن تم تنسيق جدول الحصص بالتناوب. بدوره، أبدى معلم مادة الرياضيات ماجد عوجان في مدرسة قرية غمره (160 جنوب شرقي حائل) انزعاجه بعدم شمول القرار للمعلمين، خصوصاً وأن معدلات الحوادث على الطرقات السريعة لا تفرق بين معلم ومعلمة، لاسيما وأن غالبية الطرق المؤدية للقرى والهجر طرق زراعية متهالكة وضيقة وذات مسار واحد، والبعض منها لا يوجد بها طرق معبدة، أو مركز صحي أو حتى خدمة أبراج الاتصالات.