يتوجه أكثر من 5 ملايين ناخب تونسي اليوم، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس الأول للبلاد بعد الثورة التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل 4 سنوات، في ظل منافسة شرسة في الدورة الرئاسية الثانية بين الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي وزعيم حزب «نداء تونس» العلماني الباجي قائد السبسي. وشهدت الحملة الانتخابية طيلة الأسبوعين الماضيين، تنافساً شديداً بين المرشحَين، بعد تقارب النسب التي حصلا عليها في الدورة الأولى التي أجريت منذ شهر (39 في المئة للسبسي و33 في المئة للمرزوقي). وكثّف المرزوقي جولاته وخطاباته في كل المحافظات، ما دفع مراقبين إلى الحديث عن إمكان تقليص الفارق في نوايا التصويت بينه وبين منافسه. ولم تخلُ الحملة الانتخابية من التجاوزات، فإضافة إلى التجاوزات اللفظية والشتائم المتبادلة بين أنصار المرشحين، تم فجر أمس اقتحام مقر حزب «نداء تونس» وسرقة معدات ووثائق وتهشيم أثاث وتمزيق صور مرشح الحزب السبسي، وفق ما أكد مسؤول حزبي محلي. وسجلت عملية تصويت التونسيين في الخارج التي انطلقت منذ الخميس الماضي، نسب إقبال ضعيفة، فيما أكدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن نسب الإقبال ترتفع يومي السبت والأحد بسبب حلول العطلة الأسبوعية. وأفادت تقديرات بعض المراقبين للانتخابات في الدوائر الانتخابية في الخارج، بأن المرزوقي يتقدم على منافسه في الدول العربية، بخاصة في الخليج، فيما تتقارب نسب التصويت للمرشحَين في القارتين الأوروبية والأميركية، علماً أن تصويت الخارج لا تتجاوز نسبته ال10 في المئة من مجموع الناخبين. ويحظى المرزوقي في الداخل بدعم جزء كبير من أنصار حركة «النهضة» الإسلامية، إضافةً إلى عدد من ناشطي اليسار وشباب «مناهضين لعودة النظام السابق» ويعتبرون السبسي أحد رموزه، فيما يحظى الأخير بدعم أحزاب يسارية وليبرالية وشخصيات حقوقية. ووفق نسب التصويت في الدورة الأولى فإن المحافظات الجنوبية تدعم المرزوقي فيما يتمتع السبسي بشعبية واسعة في المدن الساحلية والعاصمة والأحياء الراقية في المدن الكبرى. وعلى رغم أن المراقبين لا يتوقعون تغييراً كبيراً في خريطة توزيع الأصوات، إلا أن الرئيس المنتهية ولايته ركّز حملته على المناطق التي لم يحظَ فيها بنسب تصويت كبيرة في الدورة الأولى.