شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح آل طالب، على أن «الأمة اليوم غارقة في كثير من أحوالها في الجهل وضعف الاتباع والانحرافات والبدع، مع كثرة المحتاجين للدعوة والتعليم من المقبلين، فضلاً عن الأمم الضالة والكافرة». وقال في خطبة أمس (الجمعة) إن «مستهل كل دعوة ومبتدأ كل رسالة هي الدعوة إلى توحيد الله العظيم وإفراده بالألوهية والربوبية، وهذا أساس دعوة الرسل جميعاً وما تضمنته تفاصيل تلك الرسالات يعود إلى هذا الأصل العظيم»، موضحاً أن «الدعوة إلى الله جالبة لمحبته تعالى، وأن أعظم النفع للناس هو نفعهم، في تصحيح معتقدهم ودينهم، وزيادة الإيمان لديهم، وتزكية أخلاقهم وسلوكهم، ومحاربة الباطل والشهوات التي تعترضهم». وحذر من أن «أعظم ما يسيء الإسلام ويبطئ من دعوته ويحد من انتشاره تصرفات بعض المسلمين، وخاصة من يظن نفسه من المحافظين عليه، حيث رأينا في السنوات المتأخرة جرائم من أمثال هؤلاء، عملت في الإساءة للإسلام والدعوة إليه ما لم يستطع أعداؤه مثله، لم تكن ساحته ساحة حرب أو ضحاياه محاربون، بل كانت مدارس المسلمين وبيوتهم وأسواقهم، وكان آخرها جريمة الهجوم على مدرسة أطفال في باكستان راح ضحيتها أكثر من 130 قتيلاً معظمهم من الأطفال». وتساءل: «ما ذنب هؤلاء وما ذنب أطفال سورية والعراق وغيرهم، ممن يمطرون بالقتل صبح مساء ويشردون في جوع وخوف وزمهرير الشتاء، المجرمون والإسلام منهم براء»؟ مشيراً إلى أن «من أصول ديننا والمعلوم منه بالضرورة عصمة الدماء وتعظيم خطرها، ومع ذلك نرى سفكه أهون ما يكون عند كثيرين يجترئون عليه بآراء منحرفة وفتاوى مزيفة». وأكد أن «الإسلام حفظ دماء صبيان الكفار المحاربين فكيف بصبيان المسلمين الآمنين»، مستعيذاً بالله من الانتكاسة في الدين وسلوك سبيل الخوارج الغالين.