أبدى قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن، قلقه إزاء أعداد الشبان البريطانيين الذين يسافرون إلى سورية للمشاركة في القتال واعتناق أفكار التطرّف، لافتاً الى أن عددهم صار يشكل تهديداً متنامياً للأمن القومي في المملكة المتحدة. ونقلت صحيفة "إيفننغ ستاندارد"، عن قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن ريتشارد والتون، قوله إنه "يشعر بالقلق بشكل خاصة إزاء أعداد الشبان البريطانيين الذين يسافرون إلى سورية للمشاركة في القتال واعتناق أفكار التطرّف". وأضاف أن عدد الشباب البريطانيين الذين اعتنقوا أفكار التطرّف بسبب القتال في سورية "صار يشكل تهديداً متنامياً للأمن القومي في المملكة المتحدة"، موضحاً أنه تم "اعتقال 14 شخصاً في الأسابيع الأولى من هذا العام، وهو أكثر من نصف عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم خلال العام الماضي بأكمله والبالغ 24 شخصاً". واعتبر والتون أن "رؤية الفتيان والفتيات الذين ينضمون إلى الجهاديين للقتال في سورية مروّع"، من دون أن يستبعد احتمال أن "يحاول بعضهم شنّ هجمات بعد عودتهم إلى المملكة المتحدة". ورأى أن سورية "لديها كل المقومات الآن لخلق إرهابيين مستعدين لتنفيذ هجمات في بريطانيا، ومن الأهمية بمكان وقف تدفق الشبان البريطانيين إلى هناك للمشاركة في القتال الدائر". وقال قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن "كان لدينا عدد من المراهقين من لندن ومدن بريطانية أخرى حاول الذهاب إلى سورية، وأطلقنا عمليات أمنية لاستهداف الأفراد الذين يسهّلون سفر الشبان البريطانيين من الجنسين إلى سورية". وأشار الى أن وحدته اعتقلت طالبتين أعمارهما 17 عاماً في مطار هيثرو، للاشتباه بتورّطهما في جرائم "إرهابية" على علاقة بالقتال الدائر في سورية، لكنها أطلقت سراحهما من دون تهمة. وكانت شرطة لندن وجّهت في وقت سابق اليوم، تهم التورّط بنشاطات إرهابية على علاقة بالنزاع في سورية ضد امرأتين اعتقلتهما الأسبوع الماضي. واتهمت شرطة لندن كلاً من أمل الوهابي (27 عاماً) التي اعتقلتها الخميس الماضي في مطار هيثرو بينما كانت تحاول ركوب طائرة إلى مدينة اسطنبول التركية، ونوال مسعد (26 عاماً) التي اعتقلتها في غرب لندن في اليوم نفسه، بجمع أموال لصالح النشاط "الإرهابي" في سورية. وتضع بريطانيا التحذير الأمني من وقوع هجوم "إرهابي" عند درجة كبير حالياً، ما يعني أن الهجوم هو احتمال قوي على سلم من خمس درجات، أدناها منخفض وأعلاها حرج.