اعترف الروائي الإماراتي علي عبدالله أبوالريش بأنه لا يستطيع كتابة الرواية الساخرة ورواية للأطفال. وقال: «لا يمكنني القيام بكتابة رواية ساخرة وأخرى للأطفال لأنهما في الواقع شديدتا الصعوبة وربما غيري يفعل ذلك، وهناك بعض الكتاب يكتب الرواية ترفاً وتسلية». وأضاف: «لا يمكن للروائي في الخليج كتابة الرواية التاريخية والحديث عن بطل أسطوري طوال مسار الأحداث، وعند الروائي مادة أساسية اليوم هي الوطن، ومعظم الأوطان العربية مقهورة وغير مستقرة، وبإمكانه استخراج منها ما يريد الكتابة عنه». وأشار إلى أن كتّاب الرواية يتجهون اليوم إلى كتابة الرواية الوجدانية «لأننا نعيش في فراغ وفي حاجة ماسة لإعادة التوازن النفسي، والمرأة موجودة في أعمالي ومحور جوهري في مختلف كتاباتي»، موضحاً أن «الرواية عمل إنساني، تطرح الأسئلة ولا تقدم إجابات، وهي البرلمان الإنساني إن صح التعبير، ونستطيع إثبات وجودنا من خلال الرواية». وشدد صاحب رواية «الاعتراف» في ليلة تكريمه في صالون الإثنينية الثقافي في جدة مساء أول من أمس على «عدم الخوف مما تقدمه الفضائيات والتهرب من المواجهة، ولا يجب أن نذهب إلى الآخر ونتحاور معه بأفكار مسبقة، وعلينا أن نقدم أنفسنا بثقافتنا العظيمة، وبحضارتنا الضاربة في تاريخ العمق البشري» مشيراً إلى أن «بيننا أناس مرجفون ومتخوفون من أن نتقدم ونعرض ما لدينا من فكر وأدب، وهذا مع الأسف يعزز عدم القدرة على المواجهة والحوار». وتحدث رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الاتحاد الإماراتية خلال الأمسية عن محطات في حياته العملية والعلمية وقال: «قضيت في العمل الصحافي أكثر من 30 عاماً، وأعطتني الصحافة أكثر مما أعطيتها، وهي نافذة على العالم، وعلى الصحافي الحقيقي الاقتراب من المهمشين في المجتمع واستخراج مادته من خلال هذا الوسط»، معتبراً الصحافي الغربي «صاحب قدرة على صناعة الخبر السياسي عن مجتمعاتنا العربية مع الأسف، لأن المسؤولين العرب يسهلون لهم مهمة الوصول للأخبار والمعلومة مباشرة، بينما نفس المسؤولين العرب لا يقدمون هذه التسهيلات للصحافي العربي، فكل الأبواب مغلقة أمامه والحرية مفقودة، لذلك نجد أن أخبارنا السياسية تأتينا من الخارج دائماً، وهو ناقل للخبر السياسي وليس صانعاً له». وقال مؤسس الإثنينية عبدالمقصود خوجة: «ضيفنا الكريم أثرى الساحة الثقافية بتفاعل فكر وإبداع كلمة، وصوّر ما يجول في ذهنه من رؤى وأفكار، وأعمل صحافته ومارس خبرته وأزكى حنكته الأدبية والثقافية، وهو من الأدباء المهمومين بتراثهم الفكري والحضاري وإبداعهم الأدبي، فغدا روائياً شهيراً وصحافياً لامعاً». وشهدت الأمسية التي حضرها عدد كبير من المثقفين والأدباء مداخلات عدة، كرّم بعدها خوجة ضيف صالون الإثنينية.