تواصل أمس مسلسل العنف في اليمن، اذ حاول مسلحون على دراجات نارية، يعتقد بأنهم ينتمون الى تنظيم «القاعدة»، اغتيال خبيرين عسكريين من بيلاروس في صنعاء. كما قُتل على ايدي مسلحي الدراجات ضابط رفيع في حادث مماثل بالتزامن مع تشييع جثمان النائب عبدالكريم جدبان عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة الحوثيين الذي اغتيل الجمعة. في غضون ذلك، انهارت هدنة بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج التابعة لمحافظة صعدة وسط أنباء عن مقتل نجل زعيم السلفيين في المنطقة الشيخ يحيى الحجوري أثناء تجدد المعارك بين الطرفين. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» «إن مسلحين مجهولين على دراجة نارية أطلقا النار على مواطنين يحملان الجنسية البيلاروسية ويعملان مع وزارة الدفاع أثناء خروجهما من أحد الفنادق جنوب العاصمة، ما أدى إلى مقتل أحدهما على الفور وإصابة الآخر بجروح بليغة». وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية مقتل مدير إدارة التدريب في كلية الشرطة العقيد أحمد الجحدري برصاص مجهولين أثناء خروجه من مقر عمله في صنعاء وفرار مطلقي النار على متن دراجة نارية. ولم تكشف الوزارة هوية المسلحين، إلا أنها وصفت الحادثة في بيان لها ب «الجريمة الغادرة والجبانة»، وقالت إنها «تندرج في سياق الأعمال الإرهابية التي تستهدف رجال الأمن والقوات المسلحة وزعزعة أمن واستقرار الوطن والمواطنين». وتجددت المواجهات بين الأمن وعناصر تنظيم «القاعدة» قبل أسبوع في حضرموت وأبين جنوب البلاد وشرقها، في حين أفادت مصادر أمنية عن مقتل حوالى 27 مسلحاً في هذه المواجهات بينهم أجانب، مشيرةً إلى مصرع 13 عنصراً في غارة جوية استهدفت مناطق ينتشر فيها التنظيم في أبين. وأكدت مصادر محلية ل «الحياة» انهيار وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه أخيراً لجنة وساطة حكومية بين السلفيين والحوثيين في منطقة دماج التابعة لمحافظة صعدة، بعد يومين من الهدوء النسبي الذي ساد إثر انتشار مراقبين من الجيش على خطوط التماس. وأكد الناطق باسم السلفيين في دماج الشيخ سرور الوادعي أمس، أن الحوثيين «جددوا قصفهم لمنطقة دماج في ظل وجود اللجنة الرئاسية، ما أدى إلى مقتل نجل الشيخ يحيى الحجوري وإصابة اثنين آخرين»، مؤكداً أنهم «يستعملون في قصفهم مختلف أنواع الأسلحة». وتتواصل المعارك التي اندلعت مطلع الشهر الجاري على أكثر من جبهة في محيط صعدة بعدما توافد مئات المقاتلين السلفيين إلى منطقتي كتاف لإجبار الحوثيين على فك الحصار عن منطقة دماج في الوقت الذي اكتفت السلطات بتشكيل لجنة وساطة لإيقاف الحرب الدائرة وسط مخاوف من توسع هذه المواجهات الطائفية وانتقالها إلى مناطق أخرى.