«ظننا أن التلفزيون سيساهم في تقدير الفنون ونشرها، لكنّ العكس جرى، إذ لعبت الشاشة الصغيرة دوراً سيئاً، وساهمت يومياً في تدمير ذوق المشاهدين. وهي كل يوم تعرض قمامة الأفلام. حتى الفيلم الوثائقي لا يلقى اهتمامها. ولو تابعت التلفزيون ستلاحظ أن الحياة التي يعرضها لا علاقة لها بحياة الشعب ولا بما يعايشه يومياً. إنها حياة متخيلة بالكامل وحين تنتقد ذلك يُقال لك: «الجمهور هو من يطلب هذا»! لكن هذا الجمهور في كل هذا المحيط من التلوث، يحاول العيش». بدا المخرج الهندي الكبير آدور غوبالا كريشنان صاحب «مصيدة الجرذ»، وغيرها من الأفلام التي حصدت الجوائز الهندية والعالمية، ساخطاً على الدور السلبي الذي يقوم به التلفزيون في الهند (فقط؟). كان يتحدث في مهرجان كلكوتا السينمائي الذي كرَمه. لم يكن الوحيد الذي انتقد هذا الدور، ففي إحدى الندوات التي نظمها المهرجان لم تسلم الشاشة الصغيرة من الهجوم وبخاصة على دورها كعامل ساهم في انحطاط قيمة الفيلم الاجتماعي الذي تشتهر به السينما الهندية. ففي الهند أكثر من مئة محطة تلفزيونية، وفي ولاية البنغال الغربي (كلكوتا العاصمة) 14 محطة، منها 5 مخصصة للدراما و2 للسينما. تلك المخصصة للدراما هي الأكثر متابعة بحسب ممثلة سينمائية وتلفزيونية، تعتبر أن الناس يريدون أن يشهدوا ما هو «أعظم» من الحياة نفسها، ما هو غير واقعي. ولذلك خلافاً للمخرج تدافع هذه الممثلة عن التلفزيون القريب من الناس والذي يلبي رغباتهم بعروض خفيفة لا تضايقهم بعد 16 ساعة عمل، وترى أنه يجب احترام اختيارات هؤلاء. هذا إضافة إلى أن التلفزيون صناعة ضخمة يعيش منها كثر، وبالتالي لا يمكن القضاء عليها. دفاع الممثلة عن التلفزيون لم يكن لقيمه وقيمته الفنية بل لمنفعته الاقتصادية ولدوره المسكَن للجماهير. وهي بالذات رغم شهرتها كممثلة تلفزيونية، تعتبر السينما، وليس التلفزيون، المكان الأمثل لها لتحقيق حساسيتها الفنية كما اعترفت. نقاش قديم متجدد، يأتي هذه المرة من شبه القارة الهندية عن التلفزيون والدور الذي لا يؤديه في تطوير الذائقة الشعبية وفي نشر الثقافة عموماً والجانب السينمائي خصوصاً وإحجامه عن أن يكون مجالاً مفتوحاً أمام السينما الفنية. نقاش قد يكون أثاره الحضور الكثيف لنجوم تلفزيونيين في حفلة افتتاح مهرجان كلكوتا عاصمة السينما في البنغال الغربي، ما دعا بعض النقاد والمتابعين للتساؤل عما يفعله هؤلاء في مهرجان سينمائي؟