كشف المالك والمدير التنفيذي للمصنع الذي قام بتصنيع باب الكعبة، قفلها، ومرزابها، أعمدتها الداخلية بالإضافة إلى صيوان الحجر الأسود، فارس بدر ل «الحياة» عن أن قيمة باب الكعبة لا يقدر بثمن، نسبة لقيمته التاريخية والأثرية، كما لا يمكن تثمينه أو بيعه إلا في مزادات عالمية. وأوضح أن صناعة باب الكعبة المشرفة آلت لهم منذ عهد الملك عبدالعزيز، حين قام بتكليف شيخ الصاغة في مكةالمكرمة في ذلك الوقت محمود بدر لصنع باب الكعبة المشرفة، وكان ذلك في 1363ه، ويعود ذلك لامتلاكه مصنعاً لتصميم وصناعة السيوف، الخناجر، والمجسمات، مثل مجسمات باب الكعبة المشرفة، ومجسم الحرم، والتي تكون من الذهب والفضة، مبيناً أن هذه الصناعات غالباً ما تكون طلبات خاصة للدولة لإهدائها إلى الملوك، وحكام الدول ورؤسائها، كون تلك الهدايا تمثل الموروث الديني والثقافي السعودي، مشيراً إلى أنهم توارثوا هذه الصناعة أباً عن جد. وأشار بدر إلى أن باب وقفل الكعبة المشرفة جرى تغييرهما للمرة الثانية في 1399ه، بكلفة 15 مليون ريال، بينما قيمة الذهب المستخدم في تصنيع الباب في الوقت الحالي، وبعيداً عن القيمة المصنعية هو 44 مليون ريال. وقال إن الخشب الذي استخدم في صنع الباب هو خشب «التيك» التايلندي الذي لا تأكله «العتة» وعندما يلقى في الماء فإنه لا يطفو مثل بقية أنواع الأخشاب لكنه يغوص داخل الماء، ويزن 280 كيلو، وتم تلبسه بالذهب الخالص عيار 24 قيراطاً، واستغرقت صناعته عاماً كاملاً من العمل اليدوي المتواصل، وقد كلف بتغييره ابن شيخ الصاغة وصاحب المصنع في ذلك الوقت أحمد بدر، كما كلف بعمل «مرزاب» الكعبة في عام 1417ه. وأبان فارس بدر أن المعدن الذي يصنع منه القفل الخاص بالكعبة المشرفة هو معدن الرصاص، بينما الذهب والفضة هما فقط ما يتم وزنهما، ولا يتم وزن الحديد أو الرصاص، لذلك لا يوجد وزن معين لقفل الكعبة، الذي تتم صناعته في زمن لا يتجاوز الأربعة أشهر. أما «المرزاب» فيزن 15 كيلو من الذهب عيار 22 قيراطاً، والذي كانت كلفته مليوني ريال، واستغرقت صناعته ما بين خمسة إلى ستة أشهر، بينما جرى تغيير صيوان الحجر الأسود مرتين، وهو مصنوع من الفضة الخالصة ويزن 50 كيلو غراماً. ولفت إلى أن أسرته هي من قامت بصنع الذهب الذي لبست به أعمدة الكعبة الداخلية خلال عملية ترميم الكعبة الأخيرة، مبيناً أن كل ما يختص بالكعبة المشرفة ليس له وقت معين لتغييره، ولكنه يخضع للتغيير في حال انتهاء العمر الافتراضي، أو التلف، وغيرهما، إذ يأتي تعميد من الجهات العليا لتصميم وصناعة الجزء المراد تغييره. وعن قفل الكعبة المشرفة الحالي، أكد بدر أنه ليس مطلياً بالذهب، كما أنه غير مطعم بأي معدن ثمين سواء ذهباً أم فضة، لكنه اكتسب لونه الذهبي أو النحاسي بسبب تعرضه للأكسدة على مر السنين. وفي رده على سؤال حول عزم رئاسة الحرمين تغيير قفل الكعبة المشرفة يوم غسل الكعبة، والذي أثار ضجة إعلامية بسبب معاينته دون علم «كبير السدنة»، وأنه سيصنع من الذهب عيار 18 قيراطاً، قال بدر ل «الحياة» إن مصنعهم لم يتدخل في صنع القفل الجديد، وإنه لم يعلم عن مسألة التغيير إلا من خلال وسائل الإعلام.