كشف أكاديمي عن آخر قافلة حجاج مصريين رسمية سارت في الطريق البري ل«درب الحاج»، والذي كان في عام 1301ه (1884)، ليعاود الحجاج المصريون مرة أخرى إلى السفر بحراً من السويس إلى جدة على ظهر السفن البخارية والسفن الشراعية ووسائل النقل الأخرى. وأوضح الأكاديمي استاذ علم الاجتماعيات عبدالله الحبيشي خلال حديثه إلى «الحياة» أن بقايا درب الحاج عبارة عن مجموعة من الوحدات المعمارية المبنية بالحجر في موقع المقارح الشمالي والجنوبي (20 كيلو متراً جنوب شرقي نبط)، إضافة إلى بركة صغيرة وقناة في موقع الخاروط (50 كيلو متراً جنوب شرقي نبط)، وبركة دائرية ومجموعة من الوحدات المعمارية عند مسيل وادي الأسلة (نحو 60 كيلو متراً جنوب شرقي نبط)، وثلاث آبار مطوية ومبنى من الحجر وممر على مسار طريق الحج محصور بين جدارين متوازيين، وتقع هذه الآثار في وادي عويص. ويصف الحبشي قراره بتجربة توثيق درب الحاج ومقارنة الواقع بالكتب بقوله: «اطلعت على الكثير من الكتب التي وصفت الطريق من نبط إلى ينبع النخل، ووجدت أحد الكتب الذي وصف الطريق وصفاً دقيقاً وقسمه إلى قسمين الأول من نبط إلى ينبع النخل، إذ ورد اسم نبط كمحطة في درب الحجاج، بينما وصفها الزياني بمضايق، انحدارات، وجبال، ووصف آبارها بالعذوبة، وبعد وادي نبط يمر الطريق بوادي مرتجه «أم ارتجه» وهو أحد روافد وادي نبط، ثم ينحرف نحو الجنوب الشرقي فيمر بوادي العجل «المستعجلة» ، ثم يسير مع وادي حسنة حتى لقائه بوادي كمال «وادي خمال»، ثم ينحرف نحو الجنوب الغربي ثم يسير إلى ينبع النخل، أو يلتقي بطريق الساحل إلى ينبع البحر، ويبدو أن هذا الطريق كان يسلكه الحجاج الراغبون في الذهاب إلى المدينةالمنورة، أو كان يسلك قبل ظهور ينبع البحر». وأضاف: «أما الطريق الآخر فهو من نبط إلى ينبع البحر والذي يمر درب الحاج خلاله بوادي نبط قرب مصبه في البحر الأحمر، ثم يزداد انحرافه نحو الجنوب الشرقي فيمر بجبل جربول شمال شرم الخور، ويتجه ناحية الشرق فيمر بوادي خمال، وفي شمال شرم ينبع ينحرف ناحية الجنوب الشرقي ليصل إلى ينبع البحر، والطريق في هذه المسيرة يسير فوق السهل الساحلي».