تتميز مائدة أهالي المنطقة الغربية بوجبة الفول التي تعتبر الوجبة الأساسية أثناء وجبة الإفطار، ولا يكاد بيت يخلو من الوجبة الرمضانية، ذات الصدارة، والحضور الطاغي عبر عقود من الزمان. وعلى رغم مرور متغيرات كثيرة على المجتمع السعودي، إلا أن الفول ما زال محتفظاً بمكانته في المنطقة الغربية، ومتمسكاً باحتلاله المكانة الرفيعة وسط المائدة الحجازية، ومتحدياً أكلات حديثة، حظيت هي الأخرى بالاستحسان، لكنها مع ذلك لم تفلح في زعزعة مكانة الفول الصامد، رغم رياح الحداثة العاتية. في شارع التلفزيون أحد أهم شوارع جنوب مدينة جدة، يستقبل معاذ العبدلي زبائنه كل يوم بعد صلاة العصر في محله ليبدأ مسيرة بيع الفول «وجبة الفقراء» كما يطلق عليه الكثيرون. يقول العبدلي: «أبيع الفول بخلطات خاصة كي أجذب زبائني من كل مكان، وحتى العمالة الفليبينية باتت تعشق الفول بسبب الإعداد المميز له، والحمد لله معظم زبائني اليوم من مختلف الجنسيات نظراً لأني على شارع التلفزيون الذي يعتبر نقطة مرور لكثير من الشركات والمصانع، ويفضل كثير من العمال أخذ قسط من الراحة والاستمتاع بتناول وجبة الفول أثناء الأيام العادية». وعن حال الطلب على سلعته في رمضان يقول العبدلي: «يكثر الطلب على الفول أثناء الشهر الفضيل فللخبرة دور كبير في جذب الزبائن، فأنا ولله الحمد أتقنت الصنعة منذ أكثر من عشرين عاماً مضت، ما جعل الكثيرون يفضلون على الوجبات السريعة الضارة». من جهته يقول ممدوح علي الفقيه: «الفول يعتبر من أهم الوجبات على مائدة الإفطار إذ يعد طعاما شهيا وغنيا بالفيتامينات التي تستقر كثيراً في المعدة أكثر من الوجبات السريعة التي سرعان ما تتبخر ولا تأتي بفائدة على الجسم». و يؤكد الفقيه أنه لا يمر يوم بدون تناول وجبة الفول في رمضان. ويرى شاكر إبراهيم أن للفول فوائد عظيمة حسبما قرأ منها أنه غنّي بالبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية مثل الحديد والفسفور، كذلك يقاوم التّوتر والإجهاد الذي يصيب الجسم ويعتقد أنّه يحتوي على مركّبات كيماويّة معقدّة تقاوم أمراض السرطان التي تصيب الفم، ومفيد للقلب من حيث زيادته لمستوى الكولسترول الجيّد في الدّم، كذلك يعمل على خفض ضغط الدّم لدى النساء في مرحلة سّن اليأس ومحافظته على مستوى السكّر في الدّم، و تناول الفول مع الطماطم والبصل والزيت والخبز تجعل منه وجبة غذائية كاملة، ويحوي مواداً تقوّي مناعة الجسم ضّد الأمراض المختلفة.