أدى زعيم الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا ألكسندر زخارتشينكو اليمين «رئيساً لجمهورية دونيتسك الشعبية» شرق أوكرانيا، متعهداً ان «يخدم مصالح شعب الجمهورية بإخلاص وأن يؤدي مهماته بضمير». وفاز زخارتشينكو في انتخابات أجريت الأحد الماضي وصفتها سلطات كييف بأنها «مهزلة»، واعتبرها الغرب غير شرعية. وسبق المراسم التي استضافها مسرح في دونيتسك قول أندريه بورجين، القيادي في صفوف الانفصاليين: «نبدأ كتابة التاريخ بهذا التنصيب، وما يحدث اليوم سيتكرر، ونحن نرسي تقاليد الجمهورية». وأول من أمس، عطلت روسيا مشروع قانون قدمته ليتوانيا الى مجلس الأمن لإدانة انتخابات شرق اوكرانيا، باعتبارها تتعارض مع اتفاقات مينسك التي وقعتها كييف مع الانفصاليين في 5 ايلول (سبتمبر) بدعم من روسيا والمجتمع الدولي. ووصفت البعثة الروسية لدى الأممالمتحدة نص الاقتراح بأنه «غير ملائم»، قبل ان ينتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذه الانتخابات «المؤسفة وغبر البناءة». وتابع امام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومقرها فيينا: «ادعو كل الأطراف في شكل عاجل الى تطبيق اتفاق مينسك نصاً وروحاً». كما ندد البيت الأبيض بانتخابات انفصاليي شرق اوكرانيا، واعتبرها «غير شرعية» محذراً موسكو من مواصلة الأعمال التي «تقوّض استقرار» اوكرانيا. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي: «اعتراف موسكو بنتائج هذه الانتخابات سيزيد عزلتها»، لكنها لم تتحدث عن اجراءات جديدة قد تتخذ للضغط على موسكو. ميدانياً، استؤنف القصف المدفعي في محيط مطار دونيتسك، فيما صرح القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) الجنرال الأميركي فيليب بريدلوف في واشنطن بأن «حدود روسيا مع شرق اوكرانيا باتت ضعيفة بدرجة يسهل اختراقها، فيما يوجد خط فاصل أكثر صلابة داخل اوكرانيا»، محذراً من اخطار «صراع مجمّد». وأبدى الجنرال بريدلوف اعتقاده بوجود بين 250 و300 جندي روسي داخل شرق اوكرانيا، يساعدون ضمن 7 مجموعات مهمات في تدريب الانفصاليين ودعمهم. واعتبر ان ارسال روسيا عدداً غير اعتيادي من الطائرات العسكرية فوق اوروبا هدف الى نقل رسالة للغرب تفيد بأنها «قوة عظمى، وأنها قادرة على التأثير في خطط الحلف في المنطقة». وأعلن الحلف الأربعاء الماضي ان طائرات عدد من اعضائه تدخّلت مرات بعد رصد نشاط كثيف للطيران الحربي الروسي في المجال الأوروبي، والذي شمل مقاتلات وقاذفات بعيدة المدى وطائرات تموين. ثم اشار الى رصد طلعات جديدة الجمعة فوق بحر البلطيق وبحر الشمال والبحر الأسود والمحيط الأطلسي. وقال بريدلوف: «استخدمت روسيا الأسبوع الماضي تشكيلاً اوسع وأكثر تعقيداً من الطائرات، مع مسار طيران أكثر استفزازاً»، مؤكداً استعداد الحلف زيادة عدد القوات الأميركية في شرق اوروبا الى جامب التعزيزات التي نشرت اصلاً. وناقش بريدلوف مع قادة عسكريين اميركيين إمكان إبقاء معدّات عسكرية في قواعد اوروبية لضمان «قدرات افضل على الرد إذا تطلب الأمر ذلك مستقبلاً». وينتشر حوالى 750 جندياً اميركياً في بولندا ودول البلطيق بمساندة دبابات «ابرامز» وعربات «برادلي».