أدلى الناخبون في مدينتَي دونيتسك ولوغانسك المواليتين لروسيا أمس، بأصواتهم في انتخابات محلية هدفها تشريع الانفصال عن الحكومة المركزية في كييف التي أعلنت فتح تحقيق جنائي، إذ اتهمت المتمردين بمحاولة «الاستيلاء على السلطة». وأعلن المتمردون سماع نيران مدفعية شمال دونيتسك أثناء التصويت، فيما سبق الاقتراع مقتل 7 جنود اوكرانيين بمعارك اعتُبرت الأعنف في المنطقة منذ أسابيع، علماً أن النزاع في شرق أوكرانيا أوقع منذ نيسان (أبريل) الماضي اكثر من 4 آلاف قتيل. وتحدث ناطق عسكري أوكراني عن «انتشار كثيف لعتاد عسكري وقوات معادية من الأراضي الروسية نحو المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون» في شرق اوكرانيا. وكان يعلّق على تقرير مصوّر أظهر «62 شاحنة خضراء بلا لوحات تسجيل، بينها ثلاث تحمل قاذفات صواريخ غراد، في طريقها الى دونيتسك»، اعتُبرت «طابوراً روسياً» في المدينة. وعدد الناخبين ليس واضحاً، اذ من اصل حوالى 5 ملايين ناخب مسجلين على اللوائح الانتخابية الأوكرانية قبل النزاع، غادر كثيرون المنطقة بسبب المعارك. وأعلنت سلطات دونيتسك طبع نحو 3 ملايين بطاقة اقتراع، مشيرة الى ان حوالى 34 ألف شخص أدلوا بأصواتهم عبر الإنترنت. وكان «رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية» ألكسندر زاخارتشنكو الذي يُرجّح فوزه في الاقتراع، اعتبر ان «الانتخابات ستتيح تشكيل حكومة شرعية»، فيما يُتوقّع انتخاب «رئيس» لوغانسك إيغور بولتنيتسكي زعيماً للمدينة. وأعربت ناخبة في دونيتسك عن أملها بأن يؤدي الاقتراع الى «اعتراف بنا في نهاية المطاف بلداً حقيقياً مستقلاً»، فيما قال آخر إنه صوّت «على امل بأن يساعد ذلك السلطات على الدفاع عن مصالحنا ضد كييف». لكن امرأة تقيم قرب مطار دونيتسك ذكرت انها لن تصوّت اذ «لم تعد تثق بأحد». وأضافت: «وعدنا المتمردون بوضع افضل بعد استفتاء أيار (مايو) على الاستقلال، فواجهنا حرباً». ولم يشرف مراقبون من منظمات دولية على الانتخابات، علماً أن نواباً روساً أعلنوا أنهم سيأتون لمراقبتها. وانتقد الرئيس الأوكراني بيرتو بوروشينكو «انتخابات وهمية يريد الإرهابيون وقطّاع الطرق تنظيمها في الأراضي المحتلة»، فيما اعلن المسؤول في اجهزة الأمن ماركيان لوبكيفسكي ان السلطات الأوكرانية فتحت تحقيقاً جنائياً، اذ اعتبر الاقتراع «اعمالاً هدفها اطاحة النظام الدستوري والاستيلاء على السلطة». وكانت الولاياتالمتحدة اعتبرت ان الانتخابات «غير شرعية»، فيما ابلغت أوكرانيا وفرنسا وألمانيا الرئيس فلاديمير بوتين بأنها لن تعترف بنتيجتها.