استهلال الموسم الرياضي السعودي بمباراة بحجم «السوبر»، يعني كما يفترض اكتمال أدوات النجاح الفنية والإدارية والتقنية، لكن واقع سوبرنا بين الفتح والاتحاد كشف لنا عن سوء في البدايات، والذي قد يكون ختامه كوارث وسقطات! أول هذا السوء أن المجاملات ما زالت تلعب دوراً في القرارات، فبقدرة قادر تم تغيير لائحة البطولة التي تحدد مكان إقامة المباراة على أرض ملعب «بطل الدوري» إلى قرعة، نتج منها استفادة الطرف الآخر، على رغم أن الدوري هو «البطولة الأهم» في أنحاء العالم كافة، ويقيني أن هناك تدخلاً جرى لتغيير اللائحة، وسيكون هذا التغيير لموسم واحد، ثم يعاد العمل بها، لكن المستغرب فعلاً كيف رضي الفتح بهذا التجاوز ووافق عليه؟ وثانيه، أن التحكيم السعودي لم يعد يراوح مكانه، بل تراجع إلى الوراء كثيراً، فمن شاهد حكم هذا النهائي سيترحم فعلاً على ما آل إليه التحكيم، فلم تعد المسألة خطأ أو اثنين وبعفوية، بل تعدتها إلى الكارثية، تشهد بها ركلة الجزاء الثانية للاتحاد التي قالت الجماهير بعدها: «إلى رحمة الله يا قانون كرة القدم»! أما الشخصية والحضور الذهني والجرأة في مواجهة الجماهير وإقناعهم بالقرار وصحته، فتلك يبدو لدى حكامنا أصبحت من المستحيلات التي تضاف إلى الغول والعنقاء والخل الوفي، فلم نشاهد إلا حكماً غير واثق من نفسه، ترتعد فرائصه من صرخات الجماهير، فيتغاضى عن اتخاذ القرار، ويرتكب عكسه تماماً، أما اللياقة فلم يصلح المعسكر ما أفسد الدهر، ولم يظهر أي أثر لمعسكر الحكام الذي أقيم خارج السعودية بدنياً على الحكم، فلم يعلم ماذا كان يفعل الجماعة هناك؟ هل هو معسكر فعلاً أم كشتة واستجمام جماعي؟! أما الثالثة الثابتة في بداية الموسم الرياضي السعودي، فقد كان النقل التلفزيوني الذي ما زال يمارس طقوسه الغريبة في إسناد المباريات الجماهيرية لمخرجين غير مؤهلين، وتنقصهم الاحترافية في العمل، ولعل أكبر سقطة أن الفتح يتوج، والأغاني التي تصدح وتهلل فرحاً اتحادية! فإن تغاضي متابعي المباراة عن طريقة نقل الكاميرا بين المدرجين بغير عدل أو إنصاف وقطع الصوت عمداً عن جماهير الفتح طوال وقت المباراة لم يفرج عنه إلا بضع ثوانٍ عندما طلب المعلق ذلك، فإن أغنية التتويج خطأ لا يغتفر، ولا يمكن أن يمر بسهولة، أو يتغاضى عنها أحد، ولا أعلم ماذا سيمكن أن يبرره المسؤول في ذلك؟ هل هو خطأ تقني أم يعزوه لقلة الخبرة أم يقال إنه حدث سهواً؟ الفتح فاز بجدارة واستحقاق، وقهر الظروف كافة داخل وخارج الملعب، ذلك أن إدارته عودت لاعبيه على أن يركزوا جهودهم داخل الملعب، وألا ينشغلوا بتغيير ملعب أو بأخطاء حكم أو تقصد مخرج، لأجل ذلك حققوا «اللقب الثاني» لهم، وقدموا دروساً في العمل الاحترافي. بقي أن أقول: «هذه البدايات التي لا تبشر بالخير بحاجة سريعة إلى علاج ذلك»، لأننا نملك أدوات النجاح، لكن تنقصنا إرادة التغيير، فما زالت «سلحفاة في ماراثون» لا ينتظرها أحد. [email protected]