دخلت عادة التهاني قبل العيد قائمة الجدل الفقهي في السعودية بعدما اعتبر عضو في هيئة كبار العلماء في السعودية أن لا أصل لها عند السلف. وفي حين اعتاد السعوديون في مثل هذه الأيام الجدل الفقهي حول رؤية هلال شوال بين مؤيد لاعتماد المناظير والحسابات الفلكية وسيلة لإعلان موعد العيد، وبين متمسك باشتراط رؤية الهلال بالعين المجردة، فإن الجدل حول شرعية تبادل التهاني بالعيد قبل حلوله بدا ضيفاً جديداً في مجالس السعوديين الكثيرة خلال أيام العيد. وعلى رغم أن عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة العلمية للإفتاء الشيخ صالح الفوزان لم يحرّم صراحة تبادل التهاني بالعيد قبل حلوله، إلا أن سعوديين انشغلوا بنقاش شرعية التهاني قبل العيد على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تبادل البعض لرسائل المحمول وال«واتساب» تحرم التهاني قبل العيد، أو تطلب عدم التساهل في الموضوع قبل التأكد من شرعية التهاني بعد سؤال أهل العلم الشرعي. فيما رأى فريق ثالث أن موضوع التهنئة بالعيد لا يستحق التحري الشرعي باعتبارها من المباحات التي لا ضرر منها لاسيما وأن الأصل في الأشياء الحل والإباحة، ويستشهدون بآراء لمتخصصين في الشريعة والفقه صنفت التهاني من العادات لا من العبادات خصوصاً مع غياب أي دليل شرعي أو قصة في الأثر تدل على منع التهاني بالعيد قبل أوانه، مستشهدين بما اعتاد عليه الناس من تهنئة أقاربهم وأصدقائهم في المناسبات الاجتماعية مثل الزواج أو التخرج من الجامعة أو المدرسة قبل اكتمال مراسم الزواج أو التخرج. وتناقل السعوديون على مدار اليوميين الماضيين، تسجيلاً صوتياً للشيخ صالح الفوزان يجيب على سؤال حول شرعية تبادل التهاني قبل صلاة العيد، إذ أجاب: «لا أعلم عن هذا الكلام.. روّجوه، ولا أعلم له أصلاً.. والتهنئة مباحة في يوم العيد أو بعد يوم العيد، أما قبل يوم العيد فلا أعلم أنها حصلت من السلف أنهم يهنئون قبل يوم العيد كيف يهنأ بشيء لم يحصل فالتهنئة تكون يوم العيد أو بعد يوم العيد مع أنها لا دليل عليها لكن الإمام أحمد - رحمه الله - قال أنا لا أبدأ بها، ولكني أرد على من بدأني وهنأني».