فرضت الطفلة السعودية مريان طاهر الصالح مواهبها الفنية وسارت على «السجادة الحمراء» في مهرجان دبي السينمائي ضمن نجوم معروفين، تقديراً لموهبتها في مجالات عدة. ولم يمنع الطريق إلى الشهرة هذه الطفلة ابنة التسعة أعوام من الدخول في دهاليز وحواجز كبيرة تفوق عمرها الصغير بسبب «ارتدائها الحجاب» بحسب والدها. وعلى رغم أن «حجابها» شكل «عائقاً» حال دون تحقيقها بعض طموحاتها «الكبيرة جداً»، إلا أن أحداً لم يستطع طمس موهبتها «الفذة»، فمن يتحدث إليها يخيل إليه أنه أمام شخصية كبيرة، فهي لا تحار أمام أي سؤال يُطرح عليها، ما يولد علامة تعجب كبيرة حول مقدرتها على استيعاب ما تجيب عليه في عمرها الصغير، وعلى رغم ذلك، قالت في حوار مع «الحياة» بثقة مصحوبة برزانة: «ما زلت في بداية الطريق والمشوار طويل، وأمامي الكثير لأقدمه ولأمثل وطني في محافل كبيرة». أما السؤال الثاني فكان محاولة استدراج، تستوجب الخبرة والمعرفة، نظراً لتماسكها الشديد في الإجابة بثقة: متى يسقط الفنان؟ فأجابت على الفور وبلا تردد «بالكبر والغرور»، لافتة إلى أنها تقاسم الناس فكرهم وتتناقش معهم وتتعامل مع الجميع بتواضع جم، معتبرة الغرور «مقبرة الفنان». وتحضّر مريان لبرنامج من المقرر أن يحمل عنوان: «حكاية ضيف مع مريان»، تستضيف فيه شخصيات بارزة من المنطقة الشرقية، وتتمنى استضافة محافظ القطيف، لتناقش معه «قضايا عدة، ودوره في خدمة المحافظة». أما أصعب سؤال قد تطرحه في البرنامج فرأت أن توجهه إلى أمير المنطقة الشرقية حول «قدرته على إدارة كل هذه المحافظات، وتأثير ذلك في نفسه». ومريان الموهوبة فنياً «بارزة» في مدرستها، وهي «الأولى دوماً» كما يقول والدها. وتقول: «في المدرسة أعتبر نفسي مثل بقية البنات، أتعامل مع الجميع بتواضع، وكثيراً ما يوجه لي من زميلاتي بعض الأسئلة مثل: كيف بدأت، والبعض يفهمن حديثي معهن، والبعض الآخر يجدن صعوبة في ذلك، وبخاصة حين أتحدث باللغة العربية الفصحى، وما أجده مستعصياً عليهن أحاول شرحه ببساطة». أما عن تجربتها المسرحية المقبلة التي ستُعرض في البحرين، بعنوان: «مشكلجي»، فقالت عنها: «فاجأني طلبهم مشاركتي، وسأسعى لتشريف بلدي وإخراج كل مكنون طاقتي»، ووصفت التجربة ب«الجميلة الصعبة». وقال والد ماريان: «إن الحجاب مثّل العائق الأكبر لابنتي»، مشيراً إلى أن بعض القنوات «رفضت استضافتها ومنحها فرصة التقديم»، باعتبار أن حجابها «يمنع ذلك من وجهة نظرهم». وكشف أن قناة «روتانا خليجية» احتفت بها كموهبة بعد مشاهدتها في مهرجان دبي السينمائي، وكان من المفترض أن تحل ضيفة في أحد برامجهم، ومن ثم مقدمة برنامج تلفزيوني، ولكن حال دون تحقق ذلك حجابها، مؤكداً أن «القناة تنازلت عن ظهورها لكونها محجبة». ووصف تصرف جمعية الثقافة والفنون في الشرقية ب«المسيء»، بعد أن تخلوا عنها كممثلة للمملكة خارجها، بعد حصولها على لقب «أفضل ممثلة» على مستوى المنطقة الشرقية وذلك بسبب الحجاب. ويعتقد والد مريان أن من حق ابنته «أن تستكشف مواهبها وتفجر طاقاتها في المجالات التي ترغب فيها، ومن واجبي كوالدها الوقوف بجانبها ودعمها»، معتبراً أن تقدم الفتاة السعودية في العمر «سيحجب عنها المشاركة في بعض الأنشطة بحكم التقاليد والأعراف». وذكر أن ابنته «تكتب، وتؤلف، وتقدم، وتمثل، وتلقي ببراعة كبيرة، لكنها تتميز في الثلاثة الأخيرة. ومنحتها الدولة عضوية أصغر الإعلاميين والإعلاميات في المملكة رسمياً». وأقرّ الصالح أنه تنازل عن المال في الأعمال التي قدمتها ابنته «لأنني أريد لها الاكتفاء المعنوي، فهي ليست بحاجة إلى المال. وقدمت مريان 30 عملاً بلا أجر مادي، سوى ما تقاضته من الدولة، أو من خلال مهرجان الجنادرية، كتكريم من الدولة. وهذا ما دعاني لأشترط في قبول مشاركتها في مسرحية مشكلجي التي ستعرض خلال أيام عيد الفطر في البحرين، ظهور صورتها بجانب لقب «أصغر إعلامية سعودية» في جميع البوسترات والصور، في مقابل تنازلنا عن الأجر البسيط الذي تناله، شاكراً لمخرج المسرحية تجاوبه مع شروطنا برحابة صدر»، مطالباً الإعلاميين والصحافيين، ب«عدم الخلط بين موهبة مريان وحلا الترك».وكان والد الأخيرة أجرى اتصالاً هاتفياً بوالد مريان، بعد سؤال وجهه أحد الصحافيين لمريان، حول إن كان والدها سيستغل موهبتها كما فعل والد حلا. وذكر الصالح أن «بعض الإعلاميين خلط بين الموهبتين مع اختلافهما، وجاء اتصال والد حلا مؤدباً، مصحوباً بانزعاج مما تناقلته بعض وسائل الإعلام. ونصحني بعدم فسح المجال للإعلاميين للإيقاع بيننا، ووعدته بأن ابنتي لن تأتي بسيرة حلا في أي لقاء آخر لها»، مشيراً إلى أن «بعض الصحف اختلقت وصنعت مواضيع لمريان وهمية لا صحة لها».