أكد مارك هالان، مدير «هيئة التنمية الدولية في اسكتلندا» في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، أن الهيئة «تخطط لفتح مكتب كبير في الخبر بالسعودية منتصف السنة بعد عام مثمر لتدفق الاستثمارات العربية إلى اسكتلندا». وأضاف، أثناء زيارة إلى «الحياة» في لندن، ترافقه مسؤولة التسويق في الهيئة لورا سواريز، «أن المكتب سيكون القاعدة الثانية لهيئة التنمية الدولية في اسكتلندا في الشرق الأوسط بعد مكتب دبي الذي افتتح عام 2009». وتستهدف الخطوة تمتين العلاقات وتبادل الخبرات في المجالات النفطية والأطعمة والتعليم والصحة والقطاع الفندقي وفي مجالات الطاقة المتجددة. وشدد هالان على أن الهدف الأول للتعاون مع السعودية هو قطاع النفط والغاز. وتحدث عن استثمارات سعودية ممكنة في جوانب أساسية في صناعة النفط والغاز في اسكتلندا التي تملك خبرات تزيد على 40 سنة في هذا المجال وطورتها بالتعاون مع كبريات شركات الطاقة العملاقة، خصوصاً ان اسكتلندا هي ثاني أكبر بلد في أوروبا لإنتاج الغاز من أعماق البحار. وتحدث هالان عن أن شركة «طاقة» الإماراتية أعلنت نهاية العام الماضي عزمها على استثمار ما يصل إلى بليون دولار في مصالح الطاقة الاسكتلندية، كما خصصت شركة «كوفبيك» الكويتية 500 مليون دولار لشراء حصة تبلغ 35 في المئة من مشروع تطوير حقل «ألما وغاليا» في بحر الشمال. وقال إن شركات اسكتلندية تتعاون مع «أرامكو السعودية» في مجالات الحفر والتنقيب وتخطط «أرامكو» لفتح قاعدة تمثيل في ابردين لتمتين العلاقات بين صناعتي النفط والغاز في السعودية واسكتلندا. ولاحظ هالان، أنه إضافة إلى مجالات التعاون في النفط والغاز، تبدو السوق السعودية واعدة بعدما ازداد الطلب على المنتجات الغذائية ومشتقاتها. وقال إن سوق المنتجات الغذائية في السعودية تستدعي استثمارات تصل إلى 93 بليون دولار في السنوات العشرين المقبلة، خصوصاً مع النمو السكاني في المملكة ومع الطفرة الصناعية فيها. وأشار هالان إلى استعداد الشركات الاسكتلندية للعمل مع الشركات السعودية في تنمية هذا القطاع الحيوي ما قد يساعد في تأمين الأمن الغذائي في المملكة. وتحدث عن استعداد الهيئة للتعاون مع الجانب السعودي في مجالات تنقية المياه والبنية التحتية التي يمكن أن تُبنى في مجالات الصرف الصحي والاستفادة من تكنولوجيا إعادة تدوير المياه. و قال «إن السوق الاسكتلندية واعدة جداً للمستثمرين العرب». ورفض الحديث عن إمكانيات انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة وانعكاسات ذلك على الاستثمارات العربية في حال حصوله. وقال «لا أريد التحدث في السياسة لكن، يمكنني الإشارة إلى وجود شركات دولية كبرى في اسكتلندا أبرزها غاسكو سميث كلاين وأمازون وبي واي ميلون وافالوك وتوشيبا وطيران الإمارات وسامسونغ وميتسوبيشي، وهي كلها مستقرة».
