أقامت الملحقية الثقافية السعودية في باريس ندوة علمية وفكرية تناولت أهمية الترجمة في عالم اليوم ودورها في الحوار والتفاهم بين الثقافات. وفي الندوة التي عقدت أول من أمس في مقر الملحقية تحت عنوان «من الترجمة إلى الذكاء الثقافي: المفكر العربي الجديد»، أشار البروفسور ماتيو غيديير أستاذ الترجمة في جامعة تولوز، إلى أن الترجمة والمترجم يضطلعان بدور محوري في العصر الراهن الموسوم بمجتمع المعرفة حيث صارت المعلومات والمعارف القوة الفاعلة والمؤثرة، وحيث صار المترجم أحد أقطاب القوى الناعمة، لأنه يضيف الى الفكر الكامن في ثقافته ولغته الأصلية فكر - وثقافة - اللغة المترجم عنها. ومن هنا يأتي الدور المهم للترجمة التي تحشد المعارف في خدمة المجتمع وتمزج بين معارف وخبرات قادمة من أكثر من ثقافة. وتأتي هذه الندوة التي حضرتها نخبة من المهتمين والأكاديميين العرب والفرنسيين في ظل استعداد الملحقية لإطلاق مجموعة جديدة من الكتب المترجمة ضمن مشروع وزارة التعليم العالي للترجمة الذي سبق وأثرى المكتبة العربية بعديد الكتب المترجمة في المجالات العلمية والثقافية. وأوضح الملحق الثقافي السعودي في باريس الدكتور إبراهيم بن يوسف البلوي أن مشروع الترجمة يأتي بناءً على رعاية مباشرة من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، مشيراً إلى أن المشروع يأتي انطلاقاً من رؤية خادم الحرمين الشريفين في الدعوة إلى مدّ جسور الحوار بين الشعوب وتعزيز أواصر التواصل الثقافي والحضاري. وأشار الملحق الثقافي الى أن الملحقية في صدد إصدار أربعة كتب جديدة مترجمة عن اللغة الفرنسية في مجالات الاقتصاد الاسلامي ومجتمع المعلومات والمعرفة، وأفاد بأن اختيار الكتب المترجمة يخضع إلى معايير الجودة والأهمية والملاءمة والمكانة العلمية وكذلك أهمية و (مكانة) الكاتب بحيث تقوم لجنة علمية باختيار الكتب المترجمة والمترجمين. وأعلن الدكتور البلوي أن المملكة العربية السعودية ستشارك هذا العام ممثلة بوزارة التعليم العالي في معرض الكتاب الدولي - باريس الذي ينطلق في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وأوضح أن الملحقية سترافق هذا الحدث بأنشطة تهدف الى تأصيل التواصل الحضاري والمعرفي بين الشعوب.