أطلقت قناة تلفزيونية تونسية، اليوم الخميس، حملة لبيع "البقدونس" لجمع التبرعات للخروج من ضائقة مالية تمر بها، وذلك في سابقة دعمتها منظمات المجتمع المدني والعديد من الوجوه الإعلامية والثقافية. وتجمّع أمام مقر قناة (الحوار) التونسية في شارع الحرية بوسط تونس العاصمة، العشرات من المواطنين، والعديد من الوجوه السياسية والحزبية والإعلامية والنقابية والثقافية لشراء "البقدونس" مقابل 20 ديناراً (13 دولاراً) للحزمة الواحدة. وقال القيادي في الحزب الجمهوري إياد الدهماني إنه جاء إلى مقر القناة للمشاركة في هذه الحملة ومساندتها، لأنها تهدف بالأساس إلى "الدفاع عن الحرية الإعلامية من خلال الدفاع عن مؤسساتها ودعمهما". وأعرب مالك القناة الطاهر بن حسين، عن تفاؤله بمستقبل قناته، رغم اضطراره اليوم لبيع "البقدونس" بهدف جمع الدعم المالي لمؤسسته الإعلامية، واتهم حركة النهضة الإسلامية بمحاصرته مالياً بهدف وقف بث قناته. وأوضح في تصريحات أنه قرر بيع "البقدونس"، وذلك عملاً بنصيحة ساخرة لأنصار حركة النهضة الإسلامية، بعد أن أعلن عن حاجة قناته لتبرعات أو ممولين لمساعدتها على الخروج من الأزمة المالية التي تمر بها حالياً. ويعود إختيار "البقدونس" لهذه الحملة، إلى أن القيادي في حركة النهضة الإسلامية منصف بن سالم، الذي يتولى حالياً حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي، كان قد أعلن أنه اضطر إلى بيع "البقدونس" كي يعيش خلال فترة حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. ولكن بعد هذا التصريح، تبيّن أن ابنه تمكن من تأسيس قناة تلفزيونية تحت اسم "الزيتونة"، وتبث برامجها حالياً، ما دفع العديد من القوى إلى التساؤل عن مصدر الموارد المالية لابن الوزير، والحال أن أبيه كان يبع "البقدونس". يُشار إلى أن قناة "الحوار" التلفزيونية التونسية تُعتبر من أشد المنابر الإعلامية المناهضة لحركة النهضة الإسلامية.