أن تكون طبيب زمالة، يعيش معظم أيامه في العمليات والمناوبات المتواصلة، فهذا يعني ان الفراغ أندر من الكبريت الأحمر في يومك. إلا أن عدداً من أطباء الزمالة في تخصص العيون في جامعة الملك سعود، شعروا بمسؤوليتهم الاجتماعية تجاه مجتمعهم، فاقتطعوا أوقاتهم وبادروا، من دون موارد مالية، لينشروا مفهوم العمل التطوعي من خلال برنامج بعنوان «إعرف عينيك». لا يقتصر البرنامج على نشر التوعية الاجتماعية في المجتمع فحسب، بل يسعى أيضاً إلى تقديم رؤية يمكن من خلالها فتح المجال لكل المراحل والأقسام الطبية للمشاركة في العمل التطوعي وعدم حصر الاهتمام على الشهادة العلمية أو الراتب فقط، إضافة إلى إعطاء فكرة «التطوع» أهمية أكبر في عالم الطب، خصوصاً مرحلة الاختصاص، إذ يمتلك الطبيب الحماسة والمعرفة الطبية الكافية للقيام بذلك. وأوضح رئيس لجنة التواصل المجتمعي للبرنامج الدكتور محمد المطلق أن أعضاء برنامج «اعرف عينيك» هم أطباء «برنامج زمالة طب وجراحة العيون» في الرياض، ويهدفون من خلال المبادرة إلى نشر الوعي الصحي بأمراض العيون في المجتمع ولموظفي القطاعات الصحية المختلفة، إضافة إلى نشر ثقافة العمل التطوعي بين الشباب وخصوصاً العاملين في المجال الصحي. وأشار المطلق إلى أن «بعض أمراض العيون تنتشر في مجتمعنا ويمكن الوقاية منها فور اكتشافها وعلاجها، وهي الأمراض التي يفترض التوعية عليها، بغية تقليص حالات العمى في مجتمعنا». وتطرق إلى أهم هذه الأمراض مثل «اعتلال الشبكية الخداجي»، وقال: «أثبتت الدراسات أن الفحص والتدخل العلاجي المبكر كفيلان بتقليص العمى الناتج عنها إلى النصف»، لافتاً إلى أن «علاج ذلك يكون بزيادة الوعي لدى الآباء والأمهات وأطباء الأطفال لهذه المشكلة، حتى يجري تقديم الخدمة الصحية المناسبة للطفل الخديج في أسرع وقت». وأوضح المطلق أن البرنامج يتكون من ثلاث لجان. الأولى: اللجنة العلمية المتخصصة في مراجعة التوصيات الطبية ووضع المادة العلمية. والثانية: اللجنة التنسيقية المسؤولة عن تنسيق المحاضرات التي تقدم إلى موظفي القطاع الصحي. والثالثة: لجنة العلاقات الإعلامية والاجتماعية، وهي مسؤولة عن تنسيق البرنامج وشعاره ونشر المعلومات عنه في الصحف. كما تقوم بنشر مقالات توعوية أسبوعية، من خلال الصحف المحلية وبرامج التواصل الاجتماعي ومدوّنة «إعرف عينيك». rorcap.blogspot.com وتحدث الدكتور عادل العقيلي، المشرف على مواقع البرنامج، عن رؤية القائمين على البرنامج لنشر الوعي في المجتمع السعودي. وقال: «ركّزنا في كل مرحلة على مرض معين من أمراض العيون المختلفة، من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، سواء على حسابنا في «تويتر» أم «فايسبوك»، للتثقيف عن مرض «اعتلال الشبكية الخداجي» وآثاره على حياة الطفل وأسرته والتوجيه للوصول إلى مقدّم الخدمة الطبية عند الحاجة إليها. ونقدّم النصائح والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بمجال طب العيون وجراحتها عموماً». وأشار إلى أن «بعض الصحف المحلية نشرت مقالاتنا الطبية، كنوع من التوعية»، لافتاً إلى أن البرنامج يحظى بدعم الدكتور عبدالله الفواز، مدير «برنامج زمالة طب وجراحة العيون» الذي تشرف عليه «الهيئة السعودية للتخصصات الطبية»، وكلية الطب في جامعة الملك سعود. وأوضح أن البرنامج بدأ من فكرة بسيطة هي أن مرحلة التخصص الطبي من أكثر المراحل إنتاجية في حياة الطبيب، إذ يجتمع فيها مجموعة من الأطباء الشباب لديهم الأهداف ذاتها وينسّقون في ما بينهم ويملكون المعرفة الاكلينيكية التي يمكنهم توظيفها في تقديم خدمة ذات طابع احترافي للمجتمع في مجال طب العيون وجراحتها، وذلك من دون دفع ريال واحد». كما لفت الدكتور عادل إلى أنهم يستهدفون اطباء الأطفال في كل القطاعات الصحية في منطقة الرياض وباقي المناطق السعودية، وأضاف: «قدمنا محاضرات متخصصة لهم تشرح ما يمكن ان يقدموه في سبيل الحد من المرض وتحويل الحالات التي تحتاج للفحص من قبل طبيب العيون كما قمنا أيضاً بتوضيح فكرة برنامجنا وتحفيز زملائنا في التخصصات الأخرى بالقيام بمثل هذه البادرة». ويشارك في البرنامج بعض أطباء الامتياز الذين يقومون بأدوار كبيرة ويوفرون دعماً مهماً للبرنامج. ويتوقع انضمام مجموعة من طلاب كلية الطب لاحقاً، لما في ذلك من تحفيز لهم على الانخراط في العمل الطبي التطوعي مستقبلاً.
