حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين من خطورة الفتن، وقال في خطبة أمس (الجمعة): «ليحذر كل من يضع لبنة فتنة إفساد في دين أو خلق أنهم سيحملون أوزارهم كاملة يوم القيامة، ومن أوزار الذين يظلونهم بغير علم، وليحذر كل من غره ما في الباطل من تزويق، وما في الفتن والافتتان من رقوش، فالحق أبلج مهما أسدلت من دونه الستور، والباطل لجلج، وما هو إلا كسراب بقيعة يغري ولا يروي». وأشار إلى «أن إيثار المرء السلامة والعافية في دينه لا يفهم منه الرضا بالدعة والقعود عما هو خير، وما هو واجب لا يجوز القعود عنه، وإنما تؤثر السلامة والعافية في مواطن الفتن والريب، وتساوي الأمرين معاً بحيث يشتبه الحق بغيره، فيدع المرء ما يريبه إلى مالا يريبه، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، ولهذا كان من اعتقاد أهل السنة والجماعة في الفتن والخطوب المدلهمة أن السلامة لا يعدلها شيء، والقعود أسلم، إلا إذا تبين لهم الحق بالأدلة الشرعية الواضحة الصريحة الصحيحة، فإنهم ينصرونه، وأن من فرّ بدينه من الفتن سلمه الله منها، وأن من حرص على العافية، عافاه الله، ومن آوى إلى الله آواه الله، وذلك حال استحكام الفتن أيما استحكام، وأن مما ينبغي الحذر منه الفهم الخاطئ لبعض القعدة الذين يفهمون العافية في غير موضعها». وفي المدينةالمنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير المسلمين بتقوى الله سبحانه، وقال: «إن المشردين في الأرض هم صور وفصول من المعاناة، فروا من ويلات الحروب والصراعات والعنف والمواجهات، هجروا دورهم هرباً من القصف والقتل والدمار والمجازر المفجعة، والجرائم المروعة التي يرتكبها الخونة الفجرة في شام العزة والكرامة والإباء وفي غيرها من بلاد المسلمين، حتى أضحوا يعيشون في العراء لا مساكن تؤويهم، ولا دور تقيهم سوى خيام تمزقها الريح، وتقتلعها العواصف، وتجرفها السيول، يقاسون شدة الجوع وقسوة الشتاء وخطر المرض في زمن قاتم بالقسوة والعنف والرعب والدماء ورائحة الموت، فنسأل الله أن يفرج كربهم، وأن يهلك عدوهم». وأوضح أن النصرة لازمة مع القدرة، فعلى المسلمين ألا يكونوا من أهل التخاذل والتقاعس والإبطاء، وأن يكونوا من أهل الغوث والعون والمواساة وأهل البذل والعطاء، وأن يغيثوا، ويعينوا إخوانهم وألا يخذلوهم. وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: «إن الخير كله لمن ساعد إخوانه النازحين، فطوبى لمن أعان نازحاً أو لاجئاً أو مشرداً بسكن أو كساء أو غطاء أو غذاء أو دواء أو ماء، يبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، لا يرجو عرضاً زائلاً ولا غرضاً دنيوياً»، مشيراً إلى أنه لا يوجد أقسى من قلب، ولا أكثر من شح من يشبع وجاره جائع، وممن يبيت وأخوه مشرد.