أشعر بإحباط وحزن شديد منذ أن أطلق حكم مباراتنا مع الكويت صافرة النهاية، ليعلن فوز «الأزرق»، وتأهله إلى الدور نصف النهائي لبطولة «خليجي 21»، وهزيمة المنتخب السعودي وخروجه من «الدور الأول»..! نعم، من الدور الأول لبطولة الخليج التي لم تعترف بها منظمة «فيفا» حتى الآن. بعد أن كان «الأخضر» طرفاً دائماً في نهائي «كأس آسيا» المعترف بها دولياً وضيفاً مقيماً في «كأس العالم». وبعد أن كنا نغضب لحصولنا على الترتيب الثاني أو الثالث في بطولة «كأس الخليج»، بتنا الآن نخرج من «الدور الأول»، هكذا بهزائم مخزية ومستوى منحدر وروح منعدمة بأشباه لاعبين، يستحقون أن نطلق عليهم مع مدربهم «المقلب»، وإدارييهم لقب «سارقو الفرح» من الشعب السعودي، الذي بات كله أمس حزيناً على المستوى الهزيل والروح الانهزامية التي ظهر بها أسوأ منتخب سعودي رأيناه عبر التاريخ الرياضي. عادت بي الذاكرة وسط حزني وإحباطي لذلك المشهد البديع الذي حدث في سنغافوره عام 1984م، ماجد أحمد عبدالله يسجل في الصين بكرة انطلق بها من نصف الملعب، ويكسر «طقم الصين» كله، وينطلق فرحاً ليهنئ لاعبي المنتخب بدءاً من محيسن الجمعان، وبعد هدوء عاصفة «الفرح»، يعود ماجد إلى ملعبه فيستقبله الكابتن القائد صالح النعيمة بحضن قوي، ويضرب على ظهره بقبضته بقوة، ويهمس في أذنه بكلمات لا نعلمها. تلك «القبضة» هي سر نجاحات منتخب «الفرح» السعودي في ذلك الوقت، هي قبضة «الروح» و«الإصرار» التي لا يفهمها جيل اليوم من لاعبي «البنكنوت» و«كبائن البحر والاستراحات». تلك «القبضة» التي ضرب بها الكابتن النعيمة على ظهر الأسطورة ماجد من فرط السعادة والفخر والإعجاب هي «السر» الذي نفتقده اليوم بكل أسف، غابت روح «العزيمة»، فغاب «الفرح»، وغابت «القبضة الحديدية»، فانفرط «العقد». من المسؤول عن شعب بات حزيناً بأكمله يوم أمس؟ ومن يجب أن نحاسب؟ المسألة ليست كرة قدم ورياضة وحسب، لا، فالمسألة تتجاوز هذا بكثير. هناك أموال عامة، وملايين تهدر من حق الجميع أن يسأل: ماذا حققتم أيها السادة الكرام بهذه الأموال؟! هناك مبالغ تصرف هدراً على منتج «غير صالح» ومن حق «مجلس الشورى» أن تسأل، وتحاسب من أهدر الأموال «الوطنية» على حفنة من «سارقي الفرح». يجب أن نطالب المسؤولين عن الرياضة كافة، بمحاسبة المتسبب في فضائح المنتخب السعودي وهزائمه في الأعوام الأخيرة، وعن الأموال التي صرفت عليه، ومن غير المعقول أن تفوز منتخبات دول لديها مشكلات وتفجيرات، وأمن داخلي مضطرب، ولا تُصرف عليها أموال كمنتخبات العراق وسورية، وينهزم المنتخب السعودي الذي يعيش أفراده ولله الحمد الرخاء، هناك سر لا بد من كشفه، وأشخاص لا بد من محاسبتهم. وبغض النظر عن أي آراء تصب في خانة الصبر على إدارة المنتخب ومدربة ريكارد، والتخطيط المستقبلي على المدى الطويل، نطالب بإقالة الطاقم الإداري والفني كله، وعلى رأسهم ريكارد، وخالد المعجل، وكل من يعمل معهم، وإيقاف جميع اللاعبين المستهترين، ومحاسبتهم وعدم استدعائهم للمنتخب مرة أخرى، إن لم نفعل هذا، فعلينا أن نعلن رسمياً وفاة المنتخب وإيقاف هدر الأموال العامة عليه، وإنا لله وإنا إليه راجعون. [email protected] hishamkaaki@