تعرضت مناطق في محيط دمشق للقصف أمس من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين في مناطق عدة في ريف العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان ستة مقاتلين معارضين قتلوا «خلال اشتباكات مع القوات النظامية في الغوطة الشرقية ومدينة دوما (شمال شرق دمشق)»، بينما دارت اشتباكات على أطراف مدينة عربين ومحيط بلدة سقبا الواقعتين الى الشرق من العاصمة، ومحيط سرغايا الى الشمال الغربي منها. وتعرضت مناطق عدة من ريف العاصمة منها زملكا وبيبلا وعقربا وبيت سحم والحجيرة والبويضة ودوما وحرستا وعربين وجسرين وجديدة عرطوز، للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى وقوع انفجار في معضمية الشام (جنوب غرب) أدى الى سقوط جرحى وأضرار مادية. وفي مدينة داريا (جنوب غرب) التي تحاول القوات النظامية اقتحامها، أفادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان وحدات نظامية واصلت «ملاحقتها لارهابيي جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) التابعة لتنظيم القاعدة في داريا». وأشارت الى ان القوات النظامية «دكت أوكار التجمعات الارهابية في منطقة الكورنيش (في المدينة) وقضت على العديد من الارهابيين». ونقلت عن مصدر مسؤول قوله ان «اعلان تطهيرها (داريا) من الارهابيين» بات «قريبا». وقال ناشط من المدينة عرف عن نفسه باسم «ابو كنان» ل «فرانس برس» عبر الانترنت ان القوات النظامية تحقق «تقدماً بطيئاً» في المدينة، وهي موجودة «في المنطقة الشرقية من داريا، اي (منطقة) البساتين». واضاف ان «مقاتلي الجيش السوري الحر (موجودون) على اكثر من محور»، ويسيطرون على «نحو 70 في المئة من المدينة». وتشن القوات النظامية في الفترة الاخيرة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيطها، لا سيما بعدما وصلت العمليات العسكرية الى محيط مطار دمشق الدولي. واستمرت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في مناطق مجاورة لطريق مطار دمشق الدولي كمدينة عقربا. وأفاد الناشطون بأن القصف شمل مناطق شمالي وشرقي وجنوبي البلاد منها الغوطة الشرقية وقرية الكستن بجسر الشغور وأحياء في مدينتي حلب ودير الزور. وأعلن الجيش الحر سيطرته على مطار عقربا العسكري القريب. وأفادت شبكة شام والهيئة العامة للثورة السورية من ناحيتهما بأن الطيران الحربي التابع للنظام قصف بعنف مدينتي دومن وعربين وبلدات عقربا وبيت سحم وحران العواميد وبساتين المليحة وعدة مناطق بالغوطة الشرقية، كما تجدد القصف براجمات الصواريخ والمدفعية على مدينتي داريا والزبداني وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في الزبداني. كما افاد التلفزيون السوري أن انفجاراً أمام مقر الهلال الاحمر العربي السوري أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل امس. وأضاف أن «إرهابيين من تنظيم القاعدة» فجروا عبوة ناسفة في سيارة ما ألحق أضراراً بمبنى الهلال الأحمر. وأظهر فيديو بث على الانترنت سيارة تحترق في الشارع أمام مقر الهلال الأحمر. وأظهر فيديو آخر السيارة المحترقة بعد الهجوم. وتعرض الهلال الأحمر العربي السوري للهجوم عدة مرات ويوجه أفراده الاتهامات إلى كل من الحكومة ومقاتلي المعارضة السورية بالمسؤولية عن الهجمات. في محافظة حلب، قال المرصد ان اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة تدور «بالقرب من مطار منغ العسكري المحاصر منذ ثلاثة ايام»، مشيراً الى ان «مقاتلين من جبهة النصرة سيطروا، الاربعاء، على محطة توليد الكهرباء الحرارية في بلدة السفيرة في ريف حلب». من جهته، نفى التلفزيون الرسمي «أنباء دخول المجموعات الارهابية المسلحة الى داخل المحطة الحرارية»، مشيراً الى «التعدي على محطة الغاز التي تغذي المحطة الحرارية وتبعد عنها كيلومتراً واحداً». وفي ريف حماة أفادت الهيئة العامة للثورة بإحراق قوات النظام ستة منازل بالكامل وتنفيذها حملة اعتقالات بعد اقتحامها قرية شير. وتجدد القصف العنيف على حي طريق السد بدرعا المحطة بالتزامن مع حملة دهم وحرق للمحال التجارية يشنها جيش النظام في سوق المدينة وفق شبكة شام. كما أحرقت قوات النظام عددا من المنازل في قرية بكاس بالحفة بريف اللاذقية وفق الهيئة العامة للثورة التي أشارت إلى قصف طيران النظام بالبراميل المتفجرة قرى في ناحية ربيعة بريف اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وشرقاً في دير الزور أكد الجيش الحر أنه يواصل حصار مطار دير الزور العسكري منذ عدة أيام للسيطرة عليه، في حين أفادت شبكة شام بأن الطيران الحربي قصف حي الحميدية بالتزامن مع القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على معظم أحياء دير الزور وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام. جاء ذلك في أعقاب يوم دام حيث أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل سبعين شخصاً الأربعاء معظمهم في دمشق وريفها وإدلب.