يُعد قادة الفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع للإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة قادة حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» في العاصمة المصرية قريباً بهدف استئناف جهود المصالحة، لكن التوقعات بنجاحها لا تزال متواضعة. ووفق عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة «فتح» ستُحدد اللجنة التنفيذية موعد اللقاء الفصائلي مرجحاً أن يكون الموعد نهاية الأسبوع المقبل. واقترب الجانبان، حركة «فتح» وحركة «حماس» من بعضهما بعضاً خلال فترة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وأثناء تقديم طلب رفع مكانة فلسطين في الأممالمتحدة، لكن الفجوات بينهما في شأن الشراكة السياسية لا تزال كبيرة. وأعلن الرئيس محمود عباس أن الخطوة الأولى في اتجاه المصالحة هي إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، لكن حركة «حماس» ترى أن الانتخابات ستكون نتيجة وليست سبباً في المصالحة. وقال مسؤولون في الحركة ل «الحياة»، إن المصالحة تبدأ من إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتأسيس شراكة وطنية وليس الانتخابات، مشيرين إلى تحكم الجانب الإسرائيلي في عملية الانتخابات في الضفة الغربية من خلال حملات الاعتقال المتواصلة ضد قادة الحركة وأعضائها وكوادرها. وقال مسؤول رفيع في الحركة: «الانتخابات ليست هي التي تصنع المصالحة، فهي التي صنعت الانقسام، مشيراً إلى حدوث الانقسام بعد انتخابات عام 2006 التي فازت فيها الحركة، ووضعت حركة «فتح» عقبات في طريقها إلى الحكم، ما أدى إلى تفجر صراع على السلطة قاد إلى الانقسام». وترى «حماس» أن الأولوية يجب أن تعطى لإعادة بناء شراكة في منظمة التحرير وتشكيل حكومة وفاق وطني، الأمر الذي تعارضه «فتح»، معتبرة أن الأولية الأولى هي إجراء انتخابات عامة. ويرى المراقبون أن الجانبين ليسا جاهزين بعد لشراكة سياسية تنهي الانقسام، بسبب اختلال أولوياتهما، فالرئيس محمود عباس ينتظر مبادرة سياسية من الرئيس الأميركي باراك أوباما لإحياء العملية السياسية. ويتوقع أن تصدر مبادرة مثل هذه بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية الشهر المقبل وتشكيل الحكومة الجديدة. وتتطلع حركة «حماس» إلى تعزيز قوتها في قطاع غزة بعد نجاحها في الصمود أمام الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، معتبرة أن أي مصالحة وشراكة بين الطرفين يجب أن تقوم على أساس برنامج جديد مقاوم وليس مسالماً. وقال الدكتور محمد الزهار، أحد أبرز قادة «حماس» في كلمه له في مهرجان في غزة أمس: «نمد أيدينا إلى إخوتنا في حركة «فتح» لتحقيق المصالحة على أساس برنامج المقاومة». وأضاف «أقول لأبناء حركة فتح: من يريد أن يشارك في ركب المنتصرين، ومن يريد أن يحتفل ويشعر أنه شريف، ومن يريد أن يحمل البندقية، فأيدينا ممدودة لكم على برنامج المقاومة وتحرير فلسطين كل فلسطين، وأما من أراد أن يفعل منها مناورة، فنحن نعرف طريقنا إلى القدس». وطلب الزهار من قادة «فتح» التخلص مما أسماه «وهم المفاوضات». وعادت نغمة الانتقادات المتبادلة إلى الظهور مجدداً في لغة التخاطب بين الحركتين. وأصدرت حركة «حماس» أمس تقريراً قالت فيه إن السلطة الفلسطينية ما زالت تقوم باعتقال واستدعاء نشطاء الحركة.