تدخل المبعوث الاميركي إلى دولتي السودان وجنوب السودان برينستون ليمان لتسريع المحادثات المتعثرة بينهما قبل 48 ساعة من الموعد المحدد لإنهاء الجولة الأخيرة، على أن يدرس مجلس السلم والأمن الافريقي السبت المقبل مستقبل عملية السلام ويتبنى خطة سيحيلها على مجلس الأمن الدولي. واتفق وفدا السودان وجنوب السودان خلال محادثاتهما الجارية في اديس ابابا على ارجاء التوقيع على اتفاق الحريات الاربع (التنقل والاقامة والتملك والعمل) وإخضاعه إلى مزيد من الدراسة والمصادقة عليه من برلماني البلدين، وأقرا عدم ربط الاتفاق بالقضايا العالقة الأخرى. ووصل إلى مقر المفاوضات المبعوث الرئاسي الأميركي لتسريع عملية التفاوض من خلال ممارسة ضغوط على الطرفين وتذكيرهما بقرار مجلس الامن الرقم 2046 الذي أمهلمها حتى 21 الجاري لتسوية القضايا العالقة كافة وتشمل الملف الاقتصادي والحدود والمنطقة العازلة والنزاع على ابيي. وتوقفت المفاوضات الخاصة بالترتيبات الامنية وترسيم الحدود أمس بعد ان فشلت الوساطة في اقناع طرفي التفاوض بإحداث اختراق وتقريب مواقفهما التي لا تزال متباعدة. وقال سفير جنوب السودان في أديس أبابا اروب دينق ان المحادثات في شأن الحدود والمنطقة العازلة لا تزال تراوح مكانها، مشيراً إلى تقدم في الملفات الأخرى المتصلة بالشؤون الاقتصادية والتجارية. وكشف اتفاق الطرفين على ارجاء التوقيع على اتفاق الحريات الاربع وإحالة الملف على الخرطوموجوبا لمزيد من الدراسة، موضحاً أن الوفدين رفضا دخول مواطنيهما من دون تأشيرة دخول مسبقة لضبط عملية الدخول والخروج. وقال الناطق باسم وفد جنوب السودان عاطف كير ان الموعد الذي حددته الوساطة لإنهاء جولة المفاوضات سينتهى غداً الثلثاء، مؤكداً تعثر الطرفين في التوصل إلى اتفاق في شأن الملفات المهمة على رأسها الحدود وابيي. ولفت إلى أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت المحدد له الجمعة المقبل رهن التوصل إلى اتفاق، وسترفع الوساطة تقريراً عن مستقبل التفاوض إلى اجتماع مجلس السلم والامن الافريقي المقرر السبت المقبل. إلى ذلك، نفى الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد اتهام جنوب السودان الخرطوم بإرسال معدات عسكرية الى متمردي الجنوب بعد هبوط طائرة سودانية في مطار جوبا. وأكد أن ما أثارته جوبا عن دخول الطائرة الأجواء الجنوبية من دون إذن غير صحيح ولا يخدم أجواء التفاوض الجارى حالياً في أديس أبابا. وكشف أن الطائرة مملوكة لشركة «رومبيك» للشحن المسجلة في الشارقة والمملوكة لمواطن سوداني يدعى عثمان محمد عثمان يقيم في دولة الإمارات، كما أن الطائرة مستأجرة من شركة تتبع جنوب أفريقيا. وأضاف أن «الطائرة كانت تقوم بعدد من الرحلات بدأت من جيبوتي إلى دار السلام وموزمبيق ومن جوبا إلى فلوج لحساب منظمة ألمانية». ورأى أن «سلطات الطيران المدني في جنوب السودان تذرعت للشركة المالكة للطائرة بأن سبب احتجاز الطائرة هو تسريب في الزيت وذكرت لها في مرة أخرى أن السبب هو عدم اكتمال الطاقم إلى أن جاءت التهمة بأن الطائرة نقلت معدات عسكرية من الخرطوم إلى المتمردين». ونوه إلى أن الاتهام يأتي بينما تمضى المفاوضات في أديس أبابا وينتظر من الجانبين أن يعملا على إنجاحها. وأضاف أن «هذا الاتهام الزائف لا يخدم أبداً هذا الاتجاه... الطائرة لا علاقة لها بالقوات السودانية ولا الطيران السوداني».