قال سكان ونشطاء معارضون إن جنوداً سوريين مدعومين بالدبابات دخلوا إلى ضاحية المعضمية أمس وقتلوا 20 شاباً على الأقل وحرقوا متاجر ومنازل قبل انسحابهم تدريجياً، غير أن «شبكة شام» أفادت أنه تم العثور على أربعين جثة لأشخاص أعدموا ميدانياً في معضمية الشام. وقال ناشطون وشهود إن جثث الرجال وأغلبهم أطلقت عليهم النيران من مسافة قريبة عثر عليها في الطوابق السفلى والمتاجر والمنازل التي نهبها أفراد الجيش. وبذلك يرتفع عدد قتلى هجوم الجيش على الضاحية السنية الواقعة في جنوب غربي دمشق والذي بدأ أول من أمس إلى 50 شخصاً. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 135 قتيلاً سقطوا في سورية أمس معظمهم في معضمية الشام وريف دمشق ودير الزور وحلب. واستمرت عمليات الجيش في حلب ودرعا وحمص وقال مقاتلو المعارضة إنهم باتوا يسيطرون حالياً على أكثر من 60 في المئة من حلب، إلا أن مصدراً أمنياً نفي هذه الأنباء وقال إن المعارضة «لم تتقدم في حلب». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية اقتحمت بلدة معضمية الشام في ريف دمشق حيث تجري عمليات عسكرية ومداهمات منذ أسابيع. وأشار ناشطون إلى أن القوات الحكومية شنت هجمات واسعة في البلدة ودمرت عشرات المنازل. وقال شهود إن عمليات القوات النظامية كانت بلا تمييز بين مدنيين ومقاتلي المعارضة، متحدثين عن سقوط عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال. وفي دمشق، عثر على جثامين ستة رجال في حي القدم (جنوب)، عليها آثار تعذيب وإطلاق رصاص وذلك بعد ساعات من خطفهم من مسجد سعيد بن عامر الجمحي في منطقة أشرفية صحنايا (في الريف)»، بحسب المرصد السوري. وكان عثر أول من أمس على 12 جثة بينها طفلان في حي القابون. وأفيد عن تقارير عدة خلال الأيام الماضية حول العثور على جثث في مناطق من العاصمة وريفها. وأعلنت السلطات السورية منذ حوالى شهر ونصف الشهر استعادة السيطرة على مجمل أحياء العاصمة، إلا أن الأحياء الجنوبيةوالغربية وحي جوبر في شرق دمشق شهدت طيلة الأسبوع الماضي اشتباكات. وقال شهود عيان إن أربعة جنود تابعين للنظام قتلوا وأصيب ستة آخرون في انفجار سيارة مفخخة في حي المزة بدمشق، حيث استهدف الانفجار حاجزاً أمنياً قرب مدارس بنات الشهداء. واندلع حريق في المكان إثر الانفجار مما أدى إلى أضرار مادية في السيارات والمباني، وأكدت شبكة شام الإخبارية سماع إطلاق نار عقب الانفجار، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه. وقصف الطيران المروحي حييْ التضامن والقزاز، كما تجدد القصف المدفعي على أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي ودف الشوك، وشن جيش النظام حملة اعتقالات عشوائية بحي الميدان. وفي ريف دمشق، تواصل القصف المروحي على بلدات البلالية والنشابية وببيلا ويلدا ودير العصافير، وتجدد القصف المدفعي على مدن جديدة عرطوز والضمير والزبداني وداريا مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وفي حلب، أعلن الجيش السوري الحر أنه يسيطر على حوالى ثلثي المدينة حيث تستمر الاشتباكات منذ أكثر من شهر، لكن مسؤول أمني في دمشق نفى ذلك. وأفاد المرصد السوري عن تجدد الاشتباكات في حي سليمان الحلبي، بينما تعرض حيا قاضي عسكر والصاخور (شرق) للقصف صباح أمس. وقتل في القصف تسعة مواطنين بينهم نساء وأطفال. كما قتل شخصان في القصف على بلدات في ريف حلب. وقال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي في اتصال هاتفي مع فرانس برس إن «الجيش السوري الحر يسيطر على أكثر من 60 في المئة من مدينة حلب». وعدد العكيدي أكثر من ثلاثين حياً يسيطر عليها المقاتلون المعارضون أبرزها سيف الدولة وبستان القصر والمشهد وأنصاري (جنوب غرب)، وهنانو والصاخور (شرق)، وبستان الباشا (شمال شرق)، والشيخ سعيد والفردوس (جنوب)، والكلاسة (وسط جنوب). أما حي صلاح الدين في جنوب غربي المدينة، فيسيطر عليه الجيش الحر بنسبة خمسين في المئة، بحسب العكيدي الذي أشار أيضاً إلى أن حي التلل في الوسط هو أيضاً تحت سيطرة الجيش الحر. لكن مسؤول أمني في دمشق نفى سيطرة الجيش الحر على غالبية المدينة وقال: «هذا الكلام عار عن الصحة»، مضيفاً: «الإرهابيون لا يحرزون أي تقدم، بل الجيش يتقدم شيئاً فشيئاً». وأوضح المصدر الأمني أن «الجيش يقصف مراكز المتمردين في منطقة حلب لمنع وصول السلاح والذخيرة» إليهم، مشيراً إلى توجه تعزيزات للطرفين نحو المدينة. وقال المصدر: «هذه المعركة ستستغرق وقتاً طويلاً». وفي مدينة الحراك بدرعا أفادت مصادر عدة بأن قوات الجيش النظامي نفذت قصفاً جوياً ومدفعياً على المدينة ونفذت إعدامات ميدانية بحق كوادر طبية فيها. وتجدد القصف المدفعي العنيف أيضاً على مدن وبلدات ناحتة وإنخل واللميحة الشرقية والمليحة الغربية والغارية الشرقيةوالغربية وبصر الحرير وحيط والحراك واللجاة والصورة، بينما يحاول الجيش الحر صد جيش النظام الذي يسعى لاقتحام الحراك منذ ثلاثة أيام. وفي مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود السورية العراقية، قصف الجيش النظامي المدينة بالمدفعية، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، بينما نشبت اشتباكات بين الجيش الحر والنظامي. أما ريف اللاذقية فشهد قصفاً مدفعياً على بلدة كسب القريبة من الحدود مع تركيا، كما قصفت راجمات الصواريخ المزرعة وبيت ملق بناحية الربيعة، وكذلك الحال في مدن وبلدات معرة النعمان وتفتناز وسراقب ومعرة مصرين وأريحا وزردنا وترملا وكفر سجنة والركايا في ريف إدلب.