تعافى اليورو من أدنى مستوياته في عامين أمام الدولار أمس، وسجّل قفزة كبيرة بعد تصريحات أحد صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي إيفالد نوفوتني بأنه يرى مسوغات لمنح صندوق إنقاذ منطقة اليورو رخصة مصرفية. وقال محللون إن هذه الخطوة من شأنها أن تمنح الصندوق، الذي يُعرف بآلية الاستقرار الأوروبية، مزيداً من الإمكانات لمواجهة أزمة الديون، ولكن الأسواق قد تكون بالغت في التركيز على هذه التصريحات نظراً إلى موقف المركزي الأوروبي المعارض حتى الآن. ويُرجّح أن يبيع المستثمرون اليورو عند ارتفاعه إلى مستويات أعلى. وبقيت التوقعات لأداء اليورو سلبية نظراًَ إلى الارتفاع الشديد لتكاليف الاقتراض الإسبانية، الذي أجج المخاوف من احتمال أن تحتاج البلاد خطة إنقاذ كاملة. ولفت بعض المتعاملين إلى أن اليورو قد ينزل دون مستوى الدعم النفسي المهم 1.20 دولار في الأيام المقبلة، ما سيفتح الباب للنزول إلى مستوى 1.1876 دولار المسجل عام 2010. وارتفع اليورو 0.5 في المئة إلى أعلى مستوى في الجلسة عند 1.2128 دولار، ولكنه بقي قريباً من أدنى مستوياته في عامين عند 1.2040 دولار الذي سجله أول من أمس بعدما استبعد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي نجاح اليونان في سداد ديونها، ما قد يُحتّم إعادة هيكلة جديدة. وارتفع اليورو 0.5 في المئة أمام الين إلى 94.80 ين، بينما سجّل الجنيه الإسترليني أدنى مستوياته في نحو أسبوعين أمام الدولار بعدما أظهرت بيانات أن الاقتصاد البريطاني انكمش بنسبة أكبر من المتوقع بكثير في الربع الثاني الماضي. وسجّل الإسترليني أدنى مستوياته في 12 يوماً عند 1.5470 دولار، انخفاضاً من نحو 1.5534 دولار، بينما بلغ اليورو أعلى مستوى في الجلسة عند 78.39 بنس، ارتفاعاً من 77.95 بنس. وتراجع الدولار الأسترالي من مستوى قياسي مرتفع سجّله أخيراً في مقابل اليورو ليبلغ 1.1796 دولار في العملة الموحدة، مقارنة ب1.1690 دولار بداية الأسبوع. وصعدت العملة الأسترالية في مقابل الدولار بعدما أثارت تصريحات نوفوتني طلباً على العملات عالية الأخطار، ليزيد 0.4 في المئة إلى 1.0257 دولار. وتراجع مؤشر الدولار 0.3 في المئة إلى 83.772 مبتعداً عن أعلى مستوياته في عامين البالغ 84.10 والذي سجله أول من أمس. وارتفعت أسعار الذهب أكثر من واحد في المئة أمس متجاوزة 1600 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ 10 حزيران (يونيو) الماضي، إذ عززت أسواق الأسهم مكاسبها وقلص اليورو خسائره في مقابل الدولار. وسجّل الذهب الفوري أعلى مستوياته في الجلسة عند 1601.85 دولار للأونصة، قبل أن يقلّص مكاسبه إلى 1600.44 دولار، مرتفعاً 1.3 في المئة عن الجلسة السابقة. وكان الذهب ارتفع بعدما ساعدت بيانات اقتصادية ضعيفة على جانبي الأطلسي في إنعاش الآمال بتبني المزيد من إجراءات الإنعاش النقدي، ما يزيد من إغراء الذهب للتحوط إزاء التضخم. وأظهرت أحدث البيانات أن اقتصادات الولاياتالمتحدة ودول منطقة اليورو ما زالت تعاني، وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مجلس الاحتياط الفيديرالي، «المركزي» الأميركي، يقترب من أخذ إجراءات جديدة لدعم النمو في البلاد. وزاد سعر الذهب الأميركي تسليم آب (أغسطس) 0.3 في المئة إلى 1580.30 دولار، ونزلت الفضة 0.37 في المئة إلى 26.85 دولار، بينما صعد البلاتين 0.32 في المئة إلى 1381.25 دولار، والبلاديوم 0.53 في المئة إلى 559.25 دولار. إسبانيا وارتفعت علاوة الأخطار للسندات الحكومية الإسبانية أمس إلى أعلى مستوى منذ تبني اليورو، في حين لا تلوح في الأفق دلائل تُذكر على تراجع تكاليف الاقتراض المرتفعة، بينما تزداد شكوك المستثمرين في قدرة مدريد على تفادي طلب حزمة إنقاذ شاملة. ووصلت علاوة الأخطار للسندات الإسبانية إلى 652 قبل أن تتراجع إلى 638، إلا أن مؤشر «ايبيكس 35» الإسباني أظهر بعض الانتعاش مقارنة بجلسة أول من أمس وارتفع 1.57 في المئة. ويعجز 17 إقليماً شبه مستقل ومثقلاً بالدين عن اللجوء إلى الأسواق الدولية، وهي مصدر قلق كبير للمستثمرين بعدما تجاوزت مستوى العجز المستهدف في موازنة العام الماضي. وأحدث إعلان إقليم قطالونيا، أكثر الأقاليم الإسبانية استدانة، أول من أمس أنه قد يحتاج إلى مساعدة مدريد، هزة في أسواق المال وعقّد جهود الحكومة المركزية لتفادي طلب حزمة إنقاذ سيادية شاملة.