لم تشهد الانتخابات النيابية الفرعية في الكورة في شمال لبنان لملء المقعد الارثوذكسي الشاغر بوفاة النائب فريد حبيب، اي حادث امني او اشكال يذكر باستثناء بعض المشكلات الادارية كعدم ورود اسماء بعينها على لوائح الشطب او غياب مندوبين او ما شابه. في الوقت نفسه، تبادل مؤيدو مرشحي «القوات اللبنانية» فادي كرم و «الحزب السوري القومي الاجتماعي» وليد العازار الاتهامات بشراء أصوات واحضار مغتربين من الخارج للتصويت لواحد من المرشحين اللذين انحصرت المعركة بينهما منذ ما قبل بدء عملية الانتخاب على رغم وجود مرشحين آخرين هم: جان مفرج، نعيم العجيمي، يوسف سكاف وجورج مطر. وتوزع الناخبون - في هذه الانتخابات التي هي الفرعية الاولى منذ تولي رئيس الجمهورية ميشال سليمان رئاسة الجمهورية - الذين يبلغ عددهم في القضاء وفق لوائح الشطب 57 ألفاً و537 ناخباً على 128 قلم اقتراع في مختلف القوى والبلدات الكورانية. وانتشر عناصر من قوى الامن الداخلي في مراكز الاقتراع في حين انتشر عناصر الجيش اللبناني في الشوارع. مواقف من الانتخابات ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية الى ان تكون الانتخابات الفرعية في الكورة مناسبة لتأكيد الممارسة الديموقراطية التي تبدأ بحرية التعبير، مبدياً امله بأن تتم بهدوء حيث تكون الانتخابات مناسبة فرح يختار المواطنون فيها من يمثلهم، متمنياً ان تتم بمناخات هادئة وبمظهر حضاري. وأدلى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بصوته في أنفة، وأشار في تصريح الى أنه «في الانتخابات يكثر الكلام عن مال انتخابي ونأسف ان توجه تلك التهم الى أبناء الكورة الذين لا تشترى أصواتهم ولا تباع». وقال: «من وجهوا هذه الاتهامات هم الذين يحضرون المغتربين من الخارج على نفقتهم ويستعملون المال السياسي». وأمل بأن تزداد نسبة المشاركة، داعياً الناخبين الى تصويت سياسي. ولفت الى أن المرشح كرم «اثبت أنه جدير بأصوات اهل الكورة والمعركة هي بين فريق لبناني وبين القوى التي تمثل حزب الله وايران والنظام السوري». ولفت وزير الدفاع فايز غصن قبل إدلائه بصوته في كوسبا الى ان «العملية الانتخابية تسير بهدوء وهذا يعود الى مجهود القوى الامنية والجيش اللبناني الذين يقومون بمنع اي خلل أمني». وأكد ان «مغتربين أحضروا بكثرة وهناك مال سياسي وجاءنا متمولون من الخارج لم يجلبوا فكراً سياسياً بل مالاً سياسياً. ومن يريد دليلاً فهو موجود لدى الافرقاء جميعاً»، مضيفاً: «مستعدون لنبرهن ولن نقف عند هذا الموضوع»، داعياً «اهالي الكورة للتعبير عن انفسهم كما يجب». وعن استعمال الطرفين للمال السياسي، أجاب غصن: «انا طفران»، مضيفاً: «نسعى لنوازن بالمال ولكننا لا نستطيع». وعلق النائب نقولا غصن على كلام الوزير غصن، معتبراً انه منحاز كوزير دفاع للمرشح العازار، وتحدث عن لافتات انتخابية للعازار تم رفعها بعد انتهاء المهلة المحددة لذلك. ولاحقاً، ردت قيادة الجيش على «ما أدلى به النائب نقولا غصن بشأن نقل شاحنات وآليات تابعة للجيش الناخبين في بلدة كوسبا». وأكدت القيادة أن «لا علاقة للجيش بكل مجريات العملية الانتخابية وتفاصيلها إلاّ من باب توفير الأمن للمواطنين لممارسة حقهم الانتخابي بحرية تامة»، وأمِلَتْ من النائب غصن «عدم زج المؤسسة العسكرية في التجاذب السياسي الذي لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد». كرم والعازار وكان كرم زار ضريح النائب الراحل فريد حبيب في كوسبا، وأدلى بصوته في ثانوية أميون، وأكد من دارة النائب فريد مكاري «ان الخصم فتح المعركة بطريقة الاتهامات لكل من لا يوافقه الرأي بالفساد البيئي والفكري، كما قسم الناس الى أصيلين ودخلاء». وأكد أن «الناس سواسية وأبواب المعركة المفتوحة وسنمارسها بالطرق السلمية». وأكد ان ترشيحه للانتخابات «كان بناء على مشورة حزب القوات اللبنانية وهذا حقنا الديموقراطي، وبالنسبة الى الطرح المالي نعتبر ان هذه الحجج تبرير مسبق لخسارتهم وغير مقبولة من الكورانيين، فهم ابتعدوا من المعركة الشريفة وذهبوا الى اتهامات المال، إلا ان الكوراني لا يشترى ولا يباع». ورد على اتهامات بتأخر مندوبين له عن الحضور الى صناديق الاقتراع في الوقت المحدد لتأخير العملية، قال: «المندوبون موجودون في كل اقلام الاقتراع. اهل الكورة منا ومن يطلق كلاماً استفزازياً يستفز الكورة واهلها. النتائج جيدة ونأمل بأن تكون لمصلحتنا، أكنّ احتراماً كاملاً لكل مواطن يسقط ورقته في الصندوق. ليس لدينا صوت سني او صوت مسيحي فكل الكورانيين من نسيج واحد، المعركة سياسية وفيها نوع من انقسام سياسي. هناك الكتلة الحيادية التي تحسم الوضع». في المقابل، أدلى العازار بصوته في المدرسة الرسمية في اميون، واعتبر في تصريح ان «المعركة ليست ديموقراطية بامتياز، هناك مال سياسي هائل يصرف في الانتخابات ولم تعد العملية ديموقراطية». وتابع: «نسبة الاقتراع المرتفعة تساعدنا على الفوز. اوجه نداء لكل الاصدقاء للاقتراع بكثافة لمصلحة الكورة، وأتوقع الفوز بنسبة لا بأس بها وأصوات الناخبين السنّة ستلعب دوراً ايجابياً لمصلحتنا». ولفت الى «مجيء كل قوى 14 آذار الى المنطقة والاجتماعات التي عقدت في القرى والشحن الذي حصل»، وقال: «ليسوا آتين لإقناعهم بالثقافة والفكر بل ليقولوا كم سيدفعون اموالاً». وتمنى أن «تبقى المعركة ذات طابع كوراني، لا ان تعطى ابعاداً اقليمية ودولية، مع انهم اعطوها سلفاً هذا الطابع وربطوا ترشيحي بوضع اقليمي متوتر». كما تحدث المرشحان مفرج والعجيمي، وأكد الاول انه «من صلب قوى 14 آذار وانسحبت في ال2009 ونجحتهم على اساس ان اكون معهم في المستقبل. لكن المركز الذي يأخذونه الآن هو لي». وأكد العجيمي انه «مستقل، وطالبت من لا يريدون القومي والقوات ان يصوتوا لي». يذكر أن القاضي المتقاعد والعضو السابق في المجلس الدستوري سليم العازار وهو قيادي سابق في «التيار الوطني الحر» واكب اليوم الانتخابي من دارة مكاري في انفة في اعلان لوقوفه الى جانب مرشح 14 آذار. وزير الداخلية وعصراً، أعلن وزير الداخلية مروان شربل في مؤتمر صحافي عقده في سراي اميون أن نسبة الاقتراع وصلت الى 32 في المئة، مؤكداً أن الوزارة لم تتلق اي شكاوى. وقال: «تحضيرات الوزارة جيدة من النواحي الاستراتيجية والتقنية والادارية واللوجستية والامنية»، مؤكداً أن «الظرف الذي نعيشه صعب. لكننا نقول للعالم انظروا الى لبنان، هو يتلهى بانتخابات ديموقراطية حرة ونزيهة والفضل في ذلك للاجهزة الأمنية التي تحافظ على الحرية وايضاً للشعب الكوراني المثقف». وأعلن ان الوزارة لم تردها شكاوى بحصول عمليات رشى، وقال: «هذا الكلام عن شكاوى وشكاوى مضادة اعتيادي. ونتمنى ممن يملك معلومات ان يقدمها والنيابة العامة مستعدة للتدخل وللتوقيف». وأشار الى ان الوزارة انهت إعداد مشروع القانون الانتخابي الجديد وقدمته في آخر ايلول (سبتمبر) الماضي وجرت مناقشة ثلاثة ارباعه ولا يزال الربع النهائي. واعتبر أنه «لم ندخل حتى الآن الفترة الصعبة، اذ ما زلنا نملك وقتاً حتى آخر السنة. وفي بداية السنة الجديدة ستدق وزارة الداخلية ناقوس الخطر وتقول للجميع اذا اردتم انتخابات حضارية من دون اخطاء نريد على الاقل فترة ستة اشهر (قبل موعد الانتخابات) للقيام بالتحضيرات». ورأى أن الخلافات بين «القوات اللبنانية» و«الحزب القومي» انتهت ايام الحرب، والمشاكل الآن سياسية. ولفت الى أن تصريحات المرشحين خلال اليوم الانتخابي «هي مادة للطعن، والكل سيلتزم بتطبيق القانون كي لا يحصل طعن امام المجلس الدستوري». وكان رئيس غرفة العمليات والمدير العام للشؤون السياسية في وزارة الداخلية العميد الياس الخوري أكد أن الاجواء الانتخابية في الكورة جيدة وإيجابية على جميع الصعد. وأشار الى أنه «لم يسجل أي إشكال أو أي حادث أمني يذكر»، موضحاً أن «أي شكاوى إدارية لم تسجل بل بعض الاستفسارات». وعصراً تمت قرصنة صفحة خاصة بالمرشح كرم على موقع «القوات اللبنانية»، ونسب إليه قوله: «سننتصر بأصوات السنّة أو بدونهم ونفضّل أن نربح بأصوات المسيحيين».