قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، إن ما يجري في بعض البلدان من «سفك للدماء البريئة، وتفجير للمساكن والمركبات، والمرافق العامة والخاصة، وتخريب للمنشآت، عمل إجرامي لا علاقة له بالإسلام والمسلمين»، مشيرة إلى «أن صاحب هذه الأفكار المنحرفة والعقيدة الضالة يحمل إثمه وجرمه، فلا يحتسب عمله على الإسلام ولا على المسلمين، المهتدين بهدي الإسلام المعتصمين بالكتاب والسنة المستمسكين بحبل الله المتين، وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة». ونوّهت هيئة كبار العلماء في بيان أصدرته أمس، بالدعم المادي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب ب100 مليون دولار أميركي، معتبرة أن «هذا الدعم يعبّر عن رسالة الإسلام الخالدة التي قضت بالعدل بين الناس، ورغّبت في الإحسان إلى الخلق، ونشرت قيم التسامح والتعاون على كل خير، والتصدي للمتطرفين من كل الأديان والدول»، وأكدت أن ما يحدث اليوم في بعض البلدان من «تفجير للمركبات والمنشآت لا علاقة له بالإسلام». وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد الماجد، إن دعم خادم الحرمين الشريفين يعبّر عن موقف السعودية الراسخ الذي يتجاوز السياسات والمحاور وحالات الاستقطاب السائدة في عالم اليوم، ويرتكز على ما قامت عليه المملكة في قيمها وسياساتها النابعة من الشريعة الإسلامية التي جاءت رحمة للعالمين. وأضاف: «إن هيئة كبار العلماء كانت ولا تزال منذ تأسيسها، وإلى أوج حاضرها تحذر من قضيتين خطيرتين على واقع العالم الإسلامي ومستقبله والعالم أجمع، وهما قضية الإرهاب وقضية التكفير، إذ حذرت من الإرهاب قبل أن يتعاظم خطره في قرارها (148) المؤرخ في 12-1-1409ه، وطالبت بإيقاع العقوبة بمن يثبت عليه ذلك». وأشار الماجد إلى أن الأمانة «أفادت في بيانها المؤرخ في 6-4-1419ه، الخطر العظيم في التسرع في التكفير، وذكرت مآلاته الشنيعة، من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال الخاصة والعامة، وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت». وأكد أن هيئة كبار العلماء «أفتت في قرارها 239 المؤرخ في 27-4-1431ه بتحريم وتجريم تمويل الإرهاب أو الشروع فيه، سواء أكان بتوفير الأموال أم جمعها أم المشاركة في ذلك بأي وسيلة كانت من أصول مالية أو غير مالية، وسواء أكانت مصادر الأموال مشروعة أو غير مشروعة». وأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن كل هذه الخطوات تؤكد موقف المملكة الراسخ من قضايا الإرهاب الذي يتهدد العالم اليوم ويؤثر في استقراره ومستقبله، ما دعا المملكة إلى أن تؤسس هذا المركز الدولي وتحشد له الدعم المادي والمعنوي.