اظهرت قمة مجموعة الثمانية في كامب دافيد حرص الرئيس الاميركي باراك اوباما على عدم ترك اقتصاد دول جنوب اوروبا عرضة للتدهور، مما دفعه الى الضغط على شركائه في مجموعة الثماني للتركيز على اطلاق النمو في المنطقة الأوروبية وعدم اقتصار اهتمامهم على إجراءات التقشف. وهذا الطرح يناسب بعض الرؤساء مثل الفرنسي فرانسوا هولاند الذي اعلن بعد القمة ان النمو سيتصدر المواضيع في الاجتماعات الدولية المقبلة. وفي هذا الاطار تجد المستشارة الالمانية انغيلا مركل نفسها في عزلة كونها تركز على ضرورة التزام الدول الاوروبية التقشف، مهددة بأن مساعدات الدول الاوروبية الى اليونان ستذهب ضحية عدم التزام الدول خطط التقشف. وقالت مصادر ان هولاند يريد اللجوء الى «اليورو بوند» عبر اعتماد او استثمار في مشاريع لدفع عجلة النمو عبر الاوراق المالية الاوروبية (راجع ص 13). بعيداً من الاقتصاد، كان الموضوعان السياسيان حول طاولة العشاء في كامب دافيد ايران وسورية، كما أكد هولاند الذي شدد على إعطاء فرصة للديبلوماسية في الملف النووي وفي الوقت ذاته، اظهار الحزم ازاء موضوع محل إجماع، وهو التأكد من ألاّ تستعمل إيران برنامجها النووي لتطوير سلاح ذري. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أهمية لقاء الدول الست في بغداد في 23 الجاري، مع الجانب الإيراني، وقال: «اما ان تُظهر ايران نهجاً جديداً يعتمد على الشفافية وتجيب على كل الاسئلة، او ندخل مرحلة توتر قد تكون لها نتائج بالغ الخطورة، وهنا كان إجماع على الموضوع»، كما أكد هولاند. واشنطن مع تجنب ضربة وقالت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة»، إن الرئيس أوباما ومساعديه يريدون تجنب ضربة عسكرية لإيران في فترة حملته الانتخابية في وقت تسود اوساط الرأي العام الأميركي والمسؤولون العسكريون قناعة أن الضربة الاسرائيلية لإيران حتمية وآتية لأن تل أبيب لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي. سورية ... وروسيا وقال هولاند ان الموضوع الآخر على بساط البحث، كان سورية ودعم مهمة كوفي انان والضغط على الرئيس بشار الاسد. وقال ان «روسيا ابتعدت عن اي تدخل او قرار حازم في مجلس الامن، ولكنها وافقت على ان تعمل على الضغط على الأسد لإبلاغه رسالة تشدد على ضرورة قيام مسار انتقالي سياسي في سورية. وقال هولاند ان الموضوع الثالث كان تضامن قمة الثماني مع دول «الربيع العربي» ومساعدتها في اطار «شراكة دوفيل» أي مساعدة تونس ومصر وليبيا والمغرب والأردن كي تتمكن هذه الدول من إنجاز انتقالها الديموقراطي ومن اجل تنميتها». الا ان مصادر الاجتماع كشفت ل «الحياة»، أن القمة لم تحرز اي تقدم في الملف السوري بسبب موقف روسيا وغياب رئيسها فلاديمير بوتين، الذي رأت مصادر اميركية انه تغيّب، إما لأن المحادثات حول «الدرع» الصاروخية الاميركية لم تحقق تقدماً، او لأنه يريد الاستمرار في تسليم رئيس حكومته ديمتري مدفيديف ملف السياسة الخارجية كونه نجح فيها. ولكن بالنسبة للموضوع السوري لم تحرز القمة اي تقدم رغم ان الكل باستثناء روسيا يريد رحيل الاسد من السلطة.