يجلس مجموعة من المطربين السعوديين الشبان على الأريكة في صالة شركة إنتاج فني جديدة يتبادلون أطراف الحديث حول الساحة الغنائية ومستقبلهم فيها، تبدو عليهم ملامح التفاؤل لكن الحديث الدائر يشي ببعض «القلق» من قلة الدعم الموفر لهم خصوصاً في ظل إحجام شركات الإنتاج الفني عن إنتاج «ألبومات» الشبان. يبدو التجمع وكأنه تكتل للمطربين الشبان «غير المدعومين» وهي التسمية التي طرحتها «الحياة» على التجمع فأيدها المطرب تركي العبدالله، والذي يقول: «أولاً، لسنا تجمعاً ضد أحد، فالساحة الغنائية تحتضن الجميع والنجاح فيها تحدده عوامل كثيرة أهمها الجمهور، ونحن واثقون من قدراتنا على إطراب الجمهور وعلى تقبله لنا، والحفلات التي نقوم بها خير معيار لمدى النجاحات التي نحققها على رغم أننا لا نوازي مطربي الألبوم في الإنتاج والذي تقوم به شركات إنتاج لها معاييرها المختلفة». بدر منصور والذي سبق له تذوق طعم الشهرة في برنامج «ستار أكاديمي 5» إذ كان من ضمن المشاركين فيه، فيقول: «كثيرون يملكون ال«كاريزما» أو قبول يركز على الحفلات، وبالنسبة لي كان لدي مفاوضات مع إحدى شركات الإنتاج الفني لكنها لم تصل إلى خط الاتفاق النهائي إذ قالوا لي أنهم لا يوقعون مع النجوم». ويشير بدر إلى أن الإعلام الجديد والإنترنت أسهم في سهولة الوصول إلى المتلقي، قائلاً: «الإنترنت اختصر على الفنان الوقت الطويل من أجل الوصول للمتلقى إذ أصبح الوصول أكثر سهولة بشكل كبير وهو ما أضر بالمقابل بشركات الإنتاج والتي لا تلقى بالاً للأصوات الجديدة». وينقل المطرب سطام السطام الحديث باتجاه آخر فهو يرى أن شركات الإنتاج واحدة من صعوبات عدة من بينها عدم تقبل المجتمع للمطرب، إذ يقول: «المشكلة أن كل المجتمع يسمع للفن بنسبة عالية تصل في تقديري إلى 90 في المئة لكنه في الوقت ذاته لا يتقبل الفنان بكل أشكاله». ويبدو أحمد الشامخ أكثر تحفزاً من البقية إذ يؤكد أن الفنانين الشبان قادرون على شق طريقهم حالياً، ويقول: «قادرون على شق طريقنا ولدينا جمهورنا ولدينا الثقة في أن ما نقدمه ذو مستوى رفيع يليق بالمتلقى الذي يمثل الفيصل في جودة ما نقدمه». شركة الإنتاج الفني التي يديرها سمير الوعيل لا تضع شروطاً جزائية في عقودها على الفنانين بل تشترط عليهم إدارة أعمالهم مقابل الحصول على نسبة محددة متفق عليها، ويقول الوعيل في هذا الصدد: «أولاً الساحة الغنائية تفتقد لإدارة الأعمال بالشكل المناسب والذي يساعد على نجاح الفنانين فالموجود الآن مجرد اجتهادات وليست عملاً احترافي منظماً وهو ما نسعى هنا إلى تجاوزه والإسهام في مساعدة الفنانيين الشباب على تحقيق النجاح والذي سيعود ريعه بالطبع على الجميع».