تدور أحداث الرواية الصادرة حديثاً، عن دار جدار للثقافة والنشر في الإسكندرية «ما لم تقله نوف» بين مدينتي بيشةوجدة، وتتناول مسيرة التغرير بالشباب من خلال المنتديات الالكترونية، وتجنيدهم للقتال في حروب لا تعنيهم. وعلى رغم أنها الرواية الأولى للكاتبة السعودية عزة السبيعي لكنها تختلف عن الموجة الجديدة للروايات السعودية التي صدرت في السنوات الأخيرة، وذلك لابتعادها عن الإثارة والفضائحية. فخلال رواية قصيرة من 84 صفحة من القطع المتوسط، وبلغة سهلة لا تغرق في تفصيلات الأحداث، وتكتفي بالتلميح لها تسرد السبيعي من خلال البطلة «نوف» أحداث روايتها وتشير إلى الطريقة التي يُرسل بها الشباب إلى العراق! لكي يباعوا للأميركيين، قبل حتى أن يصلوا العراق ضحية التغرير. وتتحول الكاتبة على لسان الشخصيات ومن خلال تلك الأحداث، لتنتقد التدين السائد كما تشير للجدل بين تياري الليبراليين والسلفيين. «ما لم تقله نوف» رواية تتحدث عن شخصية واقعية، ساردة حياتها وحبها وزواجها ومن ثم طلاقها، مع الكثير من عادات البدو في منطقة بيشة (جنوب السعودية)، بطريقة لا يغلب عليها لا الحنين ولا التمجيد بما فيها كيف أن النساء في تلك المنطقة كن حتى وقت قريب يقدن السيارات من دون أي اعتراض من احد. وتظهر الرواية التباين بين حياة المدن التي كبلها المتدينون بالمحرمات، وحياة القرى البسيطة والنقية، فحين يمد ابن عم نوف يده ليصافحها وتتجاهلها تقول له أمها معتذرة: «نوف من بنات جدة، وبنات جدة ما يسلّمن على الرياجيل يا إبراهيم»، ليخبرها زوجها الليبرالي في ما بعد بأن هذا الموقف كان اسعد أيام حياته، فتكتشف من خلال مواقف أخرى كذلك أن قطار مبادئه التحررية لا يمر في أرضها. تكتسب الرواية أهميتها من كونها رؤية أنثى لعالمها ومحيطها. إنها رواية نساء كذلك ورواية مكائدهن الصغيرة وسط عالم من الذكور الذين يقررون كل شيء.