دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال نشطاء وجماعات معارضة إن القوات السورية قصفت مدينة حمص أمس بكثافة وإن منشقين هاجموا مركزاً للشرطة في محافظة حلب في ما يمثل تصعيداً لأعمال العنف بعد أربعة أيام على بدء وقف إطلاق النار بين السلطات والمعارضة تمهيداً لنشر مراقبين على الأرض. وأفاد ناشطون أن نحو 7 أشخاص قتلوا خلال أعمال العنف أمس. وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن ستة سقطوا في حمص وحدها بفعل القصف العنيف والمتواصل الذي أدى أيضاً إلى هدم عدد من المنازل. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قذائف هاون سقطت على حيي الخالدية والبياضة منذ الساعات الأولى من صباح أمس. وأشار إلى أن القصف تزامن مع تحليق لطيران استطلاع في سماء الحي. وفيما يبدو أن الهدنة في حمص تتهاوي بسبب احتدام المواجهات بين النظام والمعارضة التي ما زالت تسيطر على مناطق من المحافظة، ظهر أن وقف إطلاق النار في المدن الأخرى أفضل حالاً، إذ لم ترد تقارير عن مواجهات أو اشتباكات جدية، باستثناء ريف حلب، إذ تحدث المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الأمن ومنشقين عن الجيش في ضواحي محافظة حلب. وقال وليد الفارس وهو ناشط يقيم في الخالدية في حمص أحد الأحياء التي سقطت عليها قذائف مورتر أن سكان الخالدية شاهدوا طائرة هليكوبتر وطائرة رصد تحلقان في أجواء المدينة وبعد عشر دقائق كان هناك قصف عنيف. وذكر ساكن آخر أن موالين للحكومة يستخدمون أسلحة آلية ثقيلة لإطلاق النيران على المنطقة. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القذائف تطلق بمعدل قذيفة كل دقيقة. وأضاف أن القصف «تزامن مع تحليق لطيران استطلاع في سماء الحي». وتابع أن اشتباكات وقعت أيضاً أثناء الليل في ريف حلب. وأوضح أن أناساً قالوا إنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق نيران بعد أن هاجم معارضون مركزاً للشرطة ثم اشتبكوا مع الشرطة. وذكر المرصد في بيان أنه «سقط ثلاثة مدنيين في أحياء الخالدية وجوبر والقصور اثر سقوط قذائف هاون ورصاص قناصة». وأشار كذلك إلى العثور على جثمانين أحدهما في حي دير بعلبة وآخر من حي الدبلان اختطفته قوات الأمن قبل ثلاثة أيام. وأشار المرصد في بيان لاحق إلى «استمرار سقوط قذائف الهاون على حي الخالدية مع ارتفاع وتيرتها حيث سقطت خلال الربع ساعة الأخيرة 15 قذيفة هاون على الحي». كما قصفت القوات النظامية أحياء حمص القديمة والقرابيص وجورة الشياح مع تحليق للطيران وسحب الدخان تملأ سماء حمص. وقصفت قوات الجيش حي الوعر بمعدل عشر قذائف هاون في الدقيقة الواحدة وفق ناشطين. وتسيطر القوات السورية النظامية منذ دخولها حي بابا عمرو مطلع آذار (مارس)، على معظم مناطق مدينة حمص فيما لا تزال معظم الأحياء القديمة في المدينة خارجة عن سيطرة النظام وينشط عناصر منشقون. وفي شمال البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل السبت الأحد بين قوات الأمن السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة قرب مفرزة الأمن السياسي في مدينة الباب (ريف حلب) وسمع أصوات انفجار وإطلاق رصاص في المدينة، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى استهداف قسم للشرطة في المدينة بعدة قنابل لافتاً إلى عدم ورود أنباء عن سقوط خسائر بشرية. وأفاد ناشطون باقتحام الأمن بلدة بقرص بدير الزور وشن حملة اعتقالات شملت عشرات الناشطين بعد مداهمة منازلهم. تأتي هذه التطورات الميدانية مع استمرار التظاهرات في كل من إدلب ودرعا وحماة. وقالت جمعيات خيرية إن قرابة ألف سوري عبروا إلى الأردن ليل أول من أمس، مضيفة أنهم شهدوا ارتفاعاً مفاجئاً في عدد اللاجئين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وأوضح مصدر أمني بالمنطقة الحدودية أن نحو 2500 سوري -أغلبهم نساء وأطفال- عبروا إلى داخل الأردن خلال ال48 ساعة الماضية، مسجلين واحدة من أكبر دفعات تدفق اللاجئين على المملكة منذ بدء الاحتجاجات. وقال نشطاء إن نحو أربعمائة أسرة إضافية تعسكر حالياً بمنطقة الحدود السورية الأردنية أملاً في أن يشجع وقف النار دمشق على التراجع عن سياسة تتبعها منذ شهر بمنع دخول المدنيين إلى الأردن. ولم تسحب القوات السورية آلياتها من المناطق السكنية كما نصت على ذلك مبادرة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان لحل الأزمة في سورية، على رغم أنها قللت من كثافة عملياتها العسكرية. وأوضح المرصد السوري انه «لم يطرأ أي تغيير يتعلق بإعادة الانتشار الأمني أو العسكري حيث لا تزال الحواجز والدبابات منتشرة». وعلى رغم استمرار العنف خلال وقف إطلاق النار فان هناك تراجعاً كبيراً في عدد القتلى الذين يسقطون يومياً في أعمال العنف والذي كان يصل إلى أكثر من 100 في اليوم. وقال المرصد السوري إن 14 شخصاً قتلوا أول من أمس وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن «جماعات إرهابية» قتلت خمسة أشخاص في كمائن في أنحاء البلاد.