بدت حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» متفائلتين أكثر من أي وقت بتحقيق انجاز يتمثل في تعديل المبادرة المصرية لوقف النار في غزة تمهيداً لتحقيق شروط فصائل المقاومة ومطالبها لوقف اطلاق النار. وأعلن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق أمس إن «الساعات القريبة ستشهد موقفاً مصرياً مغايراً في شأن شروط المقاومة في ما يتعلق بالمبادرة المصرية». وعبّر عن رفضه اعلان باريس السبت الماضي الذي طالب «بوقف إطلاق النار بصورة غير مشروطة»، خلافاً لموقف المقاومة. واتهم الولاياتالمتحدة بأنها شريكة في العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، قائلاً إن «أدوات القتل الإسرائيلية كلها صناعة اميركية». ورأى الأمين العام لحركة «الجهاد» رمضان شلح أن المعركة التي تدور رحاها في القطاع «سيكون لها أثر واضح في القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها». واعتبر في كلمة متلفزة فجر أمس لمناسبة عيد الفطر أن «المقاومة صنعت موازين جديدة للقوة والردع والرعب، سيكون لها أثر كبير في مستقبل قضيتنا، بل في مستقبل المنطقة والعالم». وخاطب الشعب الفلسطيني قائلاً: «إننا في المقاومة بكل فصائلها، لن نخذلكم، ولن نتخلى عنكم، ولن نساوم على آلامكم وآمالكم دمكم دمنا، وجرحكم جرحنا، ومصابكم مصابنا، وكل ما حققته المقاومة من إنجاز وأثخنت به العدو من آلام وجراحات، بفضل صمودكم وثباتكم، بعد توفيق الله عز وجل». وأكد نائب الأمين العام للحركة زياد النخالة أن «القيادة السياسية التي تتفاوض لوقف العدوان على غزة، تقترب من تحقيق تقدم وتفاهمات لتعديل المبادرة المصرية لمصلحة الشعب الفلسطيني». وقال لإذاعة «صوت القدس» إن «الفصائل الفلسطينية متفقة على عدم وقف النار مع العدو من دون رفع الحصار، فهذا مطلب إنساني تكفله القوانين الإنسانية والدولية كافة». وأضاف أن «الحرب مع العدو ستصل إلى نهايتها بعدما تحقق غزة ما تريد من رفع الحصار لأن المقاومة تقاتل من أجل الكرامة ومن أجل الأطفال». وأوضح: «هناك اتصالات مكثفة في كل الاتجاهات وجهود كبيرة لوقف النار ورفع الحصار عن قطاع غزة، ونحن مصممون أيضاً على أن أي اتفاق لن يخرج إلا من مصر، ونأمل بالتوصل إلى بيئة مرضية تحقق مطالب شعبنا». واعتبر أن الشعبين المصري والفلسطيني «شعب واحد وما يجري في الإعلام شيء محزن ومؤسف». وأعلن الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري أن «الاحتلال لا يزال يرفض أي تهدئة إنسانية مرتبطة بالعيد، وهذا يمثل استخفافاً بمشاعر المسلمين وعبادتهم»، محملاً الاحتلال «المسؤولية عن هذا التصعيد والتنكر لعبادة المسلمين». عيد شهيد جاء ذلك، في وقت سادت تهدئة غير معلنة أمس لليوم الحادي والعشرين للعدوان، اذ صادف حلول عيد الفطر السعيد «الشهيد»، تخللتها خروق اسرائيلية من خلال استمرار القصف الجوي والبري والبحري على مناطق القطاع كافة، وإن كانت بوتيرة أخف بكثير من الأيام السابقة. وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، إذ أغارت طائرة على قسم العيادات الخارجية، فقتلت عشرة على الأقل، 8 بينهم من الأطفال، وأصابت عشرات آخرين. كما استشهد نتيجة القصف أمس وليل الأحد - الاثنين عدد من الفلسطينيين، فيما تم انتشال عدد من جثث الشهداء من مناطق عدة، من بينها سبع جثث من بلدة خزاعة جنوب القطاع، ما رفع عدد الشهداء الى 1050 مواطناً، والجرحى إلى أكثر من 6200. وواصلت فصائل المقاومة الفلسطينية الرد على العدوان، فاستهدفت مواقع عسكرية ومستوطنات بالصواريخ وقذائف الهاون. وأعلنت اسرائيل أمس مقتل اربعة مواطنين لدى سقوط قذيفة هاون من غزة على بلدة جنوبية. وكانت اعلنت في وقت سابق مقتل جنديين في اشتباكات عنيفة في القطاع، ليرتفع عدد الجنود القتلى الى 45 ضابطاً وجندياً، فيما اعلنت «كتائب القسام» أنها أحصت 91 قتيلاً.