احتدمت «حرب المطارات» في ليبيا، وأسفرت عن سقوط حوالى خمسين قتيلاً في غضون ساعات في طرابلس وبنغازي، من بينهم 23 عاملاً مصرياً استهدف القصف مجمعهم السكني في حي شعبي في العاصمة الليبية. وبعد اسبوعين من اطلاقهم معركة للسيطرة على مطار طرابلس (اسفرت عن حوالى مئة قتيل حتى الآن)، شن «الثوار الإسلاميون» هجوماً للسيطرة على مطار بنغازي (شرق)، والذي ادى القصف في محيطه الى تدمير منازل ونزوح عشرات العائلات الى مناطق أخرى في المدينة. وتعرضت قافلة سيارات تابعة للسفارة البريطانية في طرابلس، لإطلاق النار، خلال نقلها ديبلوماسيين في طريقهم الى تونس، في اطار خطة لسحبهم اعلنت عنها لندن. وأفاد مسؤول في السفارة ان اطلاق النار أتى في اطار محاولة خطف، خارج العاصمة طرابلس، وأكد ان احداً لم يصب في الحادث. وكانت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وضعت خططاً لسحب ديبلوماسييها في اعقاب انسحاب طاقم السفارة الأميركية من العاصمة الليبية. وأجرت وزراة الخارجية المصرية اتصالات مع الحكومة الليبية الموقتة، لكشف ملابسات مقتل 23 مصرياً بقصف بصاروخ «غراد»، استهدف مساكنهم في حي الكريمية في طرابلس. كما شملت الاتصالات التنسيق للتعرف على هويات الضحايا المصريين ونقل جثثهم الى بلادهم. وتواصل القصف المتبادل بالمدفعية والصواريخ في الأجزاء الجنوبية للعاصمة الليبية ومحيط المطار، في اطار الصراع بين مقاتلين من الزنتان متحصنين فيه و»اسلاميين» يحاولون السيطرة عليه. وأبلغ شهود «الحياة» ان اشتباكات عنيفة بين الجانبين دارت في طريق المطار (كوبري النفط) ومحور النقلية. وأفادت مصادر ان عمليات كر وفر تواصلت بين الإسلاميين (المشكلين من تحالف عماده مقاتلو مصراتة) من جهة، وقوات من الزنتان تدعمها كتيبتا «القعقاع» و»الصواعق» من جهة أخرى. ويتحالف هؤلاء مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يخوض حرباً ضد الإسلاميين في بنغازي حيث تصاعدت حدة المعارك امس، لتشمل مناطق سكنية عدة. وشهدت احياء في وسط بنغازي سقوط عدد من القذائف، خصوصاً في شارع الاستقلال (جمال عبدالناصر سابقًا) ومنطقة سيدي حسين، ما ألحق اضراراً بالمنازل والممتلكات. وسجل سقوط 36 قتيلاً في بنغازي جراء الاشتباكات المتواصلة منذ ليل اول من امس، خصوصاً ان قصفاً عشوائياً استهدف احياء سكنية في مناطق ابو عطني والليثي القوارشة وقنفودة وسيدي فرج، اضافة الى محيط المطار. وأكد محمد حجازي الناطق باسم «عملية الكرامة» بقيادة حفتر، أن اشتباكات وتقارير أشارت الى ان مجموعات من السكان في احياء عدة، اقامت سواتر لإغلاق شوارعها، خصوصاً في مناطق الماجوري وأبو هديمة والسرتي وأبو عطني، للحيلولة دون امتداد الاشتباكات اليها. وأشار إلى أن قواته شنت غارات جوية على مواقع المتشددين في هذه المناطق. من جهة أخرى، اقدم مسلحون على اغتيال رئيس مديرية الأمن في مدينة صبراتة حسن كاموكا أمام منزله خلال توجهه الى مقر عمله. واتهمت مصادر قريبة من كاموكا مؤيدي النظام السابق بالوقوف وراء الجريمة. على صعيد آخر، افادت تقارير بأن قبيلة الزنتان أطلقت سراح 96 سجيناً لديها من قيادات عسكرية ومدنية تابعة لنظام العقيد معمر القذافي، مبدية استعدادها لإطلاق آخرين في إطار مساع للمصالحة بين قبيلة الزنتان والقبائل البدوية الليبية التي لا تزال على تأييدها للنظام السابق. وذكرت مصادر أن «مقاتلين من عشرات القبائل الليبية يشاركون بصفة فردية في معركة الدفاع عن مطار طرابلس». وأشارت الى ان «كتيبة كاملة من لواء ورشفانة العسكري انضمت الى لواءي القعقاع والصواعق». ومعلوم ان منطقة ورشفانة (غرب طرابلس) شهدت اشتباكات في السابق مع الثوار لإيوائها عدداً من الموالين للنظام السابق.