مطلقة ومريضة وتائهة، تصارع الهموم وحيدة، تجرعت الأحزان وفقدت الوالد والولد، وفارقت بناتها مجبرة. تخلى الجميع عنها على رغم ما تمر به من ظروف سيئة. هذه هي حال «أم ندى» التي قارب عمرها ال50 خريفاً، كانت وما زالت مليئة بفصول من المعاناة ومقاومة الضياع في زحمة الدنيا التي كشرت عن أنيابها تجاهها وقذفتها الأقدار في طريق صعب تعكر صفو حياتها، منذ أن حملت اسم مطلقة عقب فراق زوجها قبل ثماني سنوات. كان لوفاة والدها ثم ابنها الوحيد الذي قضى في حادثة دهس أثر بالغ السوء عليها، فأصيبت بمرض نفسي أجبرها على مراجعة مستشفى الصحة النفسية في الطائف لتلقي العلاج. وتقول أم ندى: «جردتني الأقدار من أقربائي، وليس لدي وصف أصف به نفسي سوى أنني أضحيت مقطوعة من شجرة، فزوجي الذي أنجبت منه 7 بنات وابناً طلقني، ووالدي الذي كنت أعتبره ملاذي بعد الله رحل عن هذه الدنيا»، مضيفة: «لا يعلم الحزن الذي أشعر به سوى الله عز وجل، كما أنني أتجلد على رغم ما أشعر به من خوف دائم، جراء تخلي الجميع عني». وتكشفت أم ندى عن إصابة إحدى بناتها بمرض ذهني، «تحتاج إلى رعاية خاصة، فهي تعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة»، لافتة إلى أن بناتها بما فيهن الفتاة المريضة يعشن مع والدهن. وتتابع: «أحاول أن أتعايش مع هذه الظروف، فأنا عاجزة عن التغلب عليها، ولا يوجد من يهتم بي أو يساعدني في العيش بكرامة على هذه الأرض»، موضحة: «العيش بكرامة أعني به السكن الذي يحفظ كرامتي الإنسانية ويؤمن لي شيئاً من الحياة الكريمة ليس في استطاعتي توفيره، فقد استأجرت شقة وأقمت فيها مدة من الزمن، إلا أنني لم أستطع مجاراة ارتفاع أسعار العقارات، إذ إن دخلي الشهري من الضمان الاجتماعي 800 ريال، ما أجبرني على إخلائها والخروج منها». وتستطرد وهي تغالب الدموع: «لم أتوقع أن يأتي يوم أحتاج فيه إلى مساعدة الآخرين من الصدقة، إلا أن هذا ما حدث، فقد قدم لي فاعل خير سكناً في أحد الأربطة أقيم فيه حالياً، إلا أن اكتظاظه بالسكان من جنسيات مختلفة إلى جانب أطفالهم، أدخلني في دوامة من الإزعاج الدائم، فتقلصت ساعات الراحة والنوم، خصوصاً أنني مريضة نفسياً وأعيش على الأدوية والمهدئات». وتتمنى أم ندى من المسؤولين في الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير مساعدتها في ما تمر به من ظروف سيئة، «لا أطلب شيئاً كثيراً، فقط سكناً بالإيجار تحيط بي جدرانه وأرتاح فيه حتى توافيني المنية».