رام الله، غزة - «الحياة»، أ ف ب - استشهد أمس الأمين العام ل»لجان المقاومة الشعبية» في غزة بغارة اسرائيلية، اسفرت عن مقتل فلسطيني ثان واصابة ثالث بجروح، استهدفت سيارة مدنية في حي تل الهوى غرب مدينة غزة. وقال أدهم ابو سلمية الناطق باسم لجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» ان «شهيدين سقطا وأصيب آخر في غارة اسرائيلية استهدفت سيارة في حي تل الهوا بغزة». وأوضح ان القتيلين هما الشيخ زهير القيسي ومحمود الحنني. وبعد ساعات، قتل فلسطينيان في غارة جوية اسرائيلية جديدة على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفقا لمصادر طبية فلسطينية. واعلن ابو سلمية «وصول شهيدين اشلاء الى مستشفى الشفا جراء قصف اسرائيلي شرق الشجاعية». وأبلغت مصادر ل»الحياة» ان الحنني (44 عاماً) هو أحد قياديي «لجان المقاومة الشعبية» في غزة كان قد فر من مدينة نابلس في الضفة الغربية الى غزة العام 2006 بعد ملاحقته من جانب القوات الاسرائيلية. وأوضحت ان الحنني كان مسؤولاً عسكرياً في «الوية الناصر صلاح الدين» الجناح المسلح ل»لجان المقاومة» في الضفة. وأكدت «الألوية» في بيان صحافي مقتضب مقتل امينها العام «الشيخ زهير القيسي (ابو ابراهيم)»، وتوعدت اسرائيل «برد مزلزل». وأعلن الناطق باسمها «ابو عطايا» ان ألويته «في حل تام من التهدئة، ونؤكد ان كل الخيارات مفتوحة امام الألوية للرد على هذه الجريمة، وسنرد بكل قوة». كما دعا «كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها كتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) الى الوقوف الى جانب الالوية للرد على هذه الجريمة». وقبيل وقوع هذه الغارة نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عما قالت انه «مصادر عسكرية رفيعة» ان الجيش «لا ينوي السماح باستمرار اطلاق الصواريخ» من القطاع. وجاءت الغارة بعد ساعات من اعلان ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان صاروخين اطلقا من قطاع غزة انفجرا في منطقة اشكول (عسقلان) جنوب اسرائيل من دون ان يسفرا عن سقوط جرحى او اضرار. وكان القيسي انتخب أميناً عاماً ل»لجان المقاومة الشعبية» في آب (أغسطس) الماضي بعد مقتل سلفه كمال النيرب (أبو عوض) وأربعة من مساعديه، بينهم عماد حماد القائد العام للجناح العسكري للتنظيم وخالد شعت المسؤول عن التصنيع العسكري الذي قتل مع ابنه مالك (عامان) في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلاً في رفح جنوب القطاع. على صعيد آخر، اعتبر وزير الاوقاف الفلسطيني محمود الهباش فتوى الشيخ يوسف القرضاوي «بتحريم زيارة غير الفلسطينيين للقدس» انها «لا تخدم الا السياسة الاسرائيلية التي تهدف لعزل القدس وتهويدها وافراغها من سكانها الفلسطينيين العرب المسلمين والمسيحيين». وقال الهباش «ان فتاوى القرضاوي ضد دعوة الرئيس محمود عباس لزيارة القدس والاراضي الفلسطينية مخالفة للقرآن والسنة». وتابع «اننا نرد بالحجج الدينية والقانونية والتاريخية والسياسية... القرضاوي جاء بفتوى غريبة ومريبة لم يسبق ان أفتى بها احد من علماء المسلمين على مر التاريخ على رغم ان القدس كانت محتلة على فترات مختلفة». وكان القرضاوي أفتى بعدم جواز زيارة القدس بعد دعوة الرئيس الفلسطيني في مؤتمر القدس في الدوحة العرب الى زيارتها. واوضح القرضاوي ان سبب» تحريم زيارة غير الفلسطينيين للقدس يأتي لعدم اضفاء الشرعية على المحتل»، مشيراً الى ان «الزيارة قد تضفي شرعية للمغتصبين لاراضي المسلمين، كما انها تستلزم التعامل مع السفارة الصهيونية للحصول على الموافقات والتأشيرات». إلا ان الهباش رأى «ان زيارة القدس كزيارة السجين ليست تطبيعاً مع السجان، وانما لدعم الشعب الفلسطيني ورفع معنوياته، وايضا فيها منفعة اقتصادية لشعبنا لدعم صموده». وتابع «لم يسبق لأي فقيه مسلم ان افتى ضد زيارة القدس حتى في زمن الاحتلال الصليبي الذي استمر 90 عاماً». وطالب الهباش القرضاوي بالتراجع عن فتواه ودعاه «الى مناظرة علنية في اي مكان يحدده لطرح وجهتي النظر في هذه القضية».